عالم المعرفة د.أحمد بن سعيد درباس * جاء حين من الدهر على المنظومة التعليمية برمتها ألفينا فيه ان مخرجاتها رثيثة فكفايات الخريجين المعرفية (العلمية)، والادائية (المهارية) والانفعالية (الوجدانية) في اسوأ لكي لا نقول اردأ مستوياتها مما تطلب معه الامر التدخل العلاجي اما باعادة التأثيث المعرفي بقضه وقضيضه وإما باعادة التأهيل والتدريب المهاري والانفعالي لكي تتواءم المخرجات على الاقل مع متطلبات السوق القياسية. خريجو الثانوية العامة في النظم التعليمية المتقدمة كفنلندا، استراليا، سنغافورة، المانيا بامكانهم دون اعادة تأثيث او تأهيل الاختيار من متعدد فاما الانخراط في سوق العمل او مواصلة التعليم العالي ايهما يشاؤون!! بينما خريجو تعليمنا الثانوي فدونهم ودون تلك الخيارات خرط القتاد اذ انهم ولسوء الحظ غير مؤهلين بما يكفي للانخراط في اي عمل يتطلب افقاً معرفياً ومهارياً وانفعاليا ما لم يتم اعادة تأهيلهم نوعياً مما يعني عدم تحقق هدف اعداد الفرد لخوض غمار الحياة الوارد ضمن اهداف التعليم الثانوي!! ناهيك بمواصلة التعليم الجامعي الذي لم يعد بالسهولة طرق ابوابه ما لم تخضع المخرجات لعملية فلترة ثنائية او ثلاثية بحسب التخصص المرغوب فيه متمثلة في اختبار قدرات، اختبار تحصيلي، وسنة تحضيرية من غاياتها ترميم المخرجات ومن ثم فرز القادرين على متابعة التحصيل الجامعي مما عداهم!! في تقرير ل(سكنزي) عن تطوير التعليم في دول الخليج يقول: (الركيزة في تطوير التعليم.. يجب ان تكون في توظيف معلمين افضل وليس معلمين اكثر!) ويستطرد التقرير ليقرر اهمية النظر في الادارة التربوية والمدرسية وتهيئة القائمين عليها لاداء دورهم في عملية التطوير وتعليمنا بعد التغييرات المفصلة في قمته يحتاج الى تغييرات كبرى وجذرية على المستوى التنفيذي في ادارات التعليم وادارات المدارس لكي تتناغم تطلعات القمة مع القاعدة التي بحسب تجربتي تعاني من ترهل وخلل جسيم لا يؤهلها لمواكبة التطلعات والتحول الى عالم المعرفة. ___________________ * كاتب بصحيفة \"المدينة\" السعودية0