(شرق)- العراق - للمرة الأولى بعد تحسّن الأوضاع الأمنية, أقيم احتفال مشترك للسنّة والشيعة بمناسبة ذكرى المولد النبوي في حي الأعظمية, أبرز معاقل العرب السنة في شمال بغداد. وصباح الإثنين 9-3-2009 عَبَر وفد كبير من الكاظمية المجاورة جسر الأئمة، موفدين من قبل رجل الدين النافذ في هذه المنطقة آية الله حسين الصدر، ليشاركوا في احتفال أقيم قرب مسجد "الإمام الأعظم" أبوحنيفة النعمان, وتخلله غداء. وكانت مناطق العرب السنّة توقفت عن تنظيم الاحتفالات بالمولد النبوي سنوات، بسبب فتوى من "القاعدة" اعتبرتها "بدعة وضلالة". وفي الفلوجة (50 كم غرب بغداد) قال الشيخ أحمد قاسم إمام وخطيب جامع الحسن إن "هذه الطقوس اختفت بعد الاحتلال وفي غضون فترة قصيرة ظهرت الفتن بين المسلمين في العراق بحجة أنها حرام". وأضاف أن "تنظيمات مسلحة ادعت بأنه لا يمكن الاحتفال بالمولد النبوي، كما حرموا أشياء كثيرة معتبرينها بدعة وضلالة لا يجوز العمل بها". بدوره, قال إمام وخطيب جامع الفرقان في الفلوجة الشيخ عبدالمنعم شاكر الفياض الكبيسي "كانت الفلوجة قبل الاحتلال تحتفل اشهراً متواصلة في مساجدها وساحاتها العامة والدوائر الرسمية". وتابع ان "ذلك توقف بسبب ما جرى في العراق عامة والفلوجة خاصة من معارك في السنين الماضية". ومن جانبه, قال صاحب "التكية الجعلية القادرية" في العراق فهد خليل الزيدي، احتفلت بذكرى المولد النبوي بعد الامتناع عن إحيائها "بسبب الأوضاع الأمنية التي مرّت علينا منذ بداية الاحتلال". وقد تأسست "التكية الجعلية القادرية" التي تنسب تسميتها الى الشيخين عبدالقادر الكيلاني وأحمد الجعلي, في الفلوجة عام 1993. وتجمّع آلاف المواطنين في احتفال حي الأعظمية يشاركهم كبار المسؤولين، بينهم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، ورئيس ديوان الرئاسة رئيس الوقف السني نصير العاني، وعدد من النواب والوزراء. وتخلل الاحتفال إلقاء قصائد وتواشيح وأهازيج تمجّد سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى استلهام هذه المناسبة من أجل توحيد صفوف الشعب العراقي. واستعانت السلطات الأمنية بآلاف من عناصر الجيش والشرطة وقوات مجالس الإسناد(الصحوات) لضبط الأمن وتأمين الحماية للمحتفلين الذين استمروا حتى ساعات متأخرة من الليل لأول مرة منذ عام 2003.