أتتني ردود كثيرة على مقالتي عن المولد «نعمت البدعة هذه» وصلت إلى حد التشكيك في يوم مولده صلى الله عليه وسلم وأن الثابت يوم وفاته وبذلك نحن نحتفل بيوم الوفاة! وادعى البعض أني أفتيت من عندي بجواز المولد! فردَّ بعنوان: ما لكم كيف تفتون؟! وأجيب ما لكم كيف تقرأون؟ ذكرت فتاوى لكبار علماء المسلمين كالإمام ابن تيمية، والإمام السيوطي، وشيخ علماء الشام البوطي، والشيخ القرضاوي، والشيخ الشعراوي، كلهم أجازوا المولد. وهناك احتفالات به كثيرة وأشهرها احتفال الأزهر الشريف. فكيف يُفهم بعد ذلك أني أفتيت من عندي!؟ يوجد علماء آخرون حرّموا المولد لكنهم قلة. والمأساة أن مَن ضد المولد يُخرج الطرف الآخر من الملة! ومعروف أن اختلاف الأئمة رحمة وليس نقمة وفي ذلك سعة وليس تضييقاً على الأمة. وطالبتْ ردود أخرى بأدلة، وتحدي أن أحداً من الصحابة فعله! رد الشيخ البوطي مفحم: الأصل في الشيء الإباحة، ومن يفتي بحرمة المولد هو الذي عليه أن يأتي بدليل التحريم! وأُعيد عليهم دليل فاتهم مغزاه! استشهد الشيخ القرضاوي بقول سعد بن أبي وقاص: «كنا نروّج لأبنائنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفّظهم السورة من القرآن». أليس هذا مولداً داخل أُسرة صحابي جليل؟! فعله وكرره على أبنائه كتحفيظ القرآن! الله يا صاحب رسول الله! أتخاف على السيرة من النسيان أم الهجران؟ أما نحن فقلوبنا في ماء بارد وحُبنا كتمان! وهناك من استنكر من أين جئت ببدعة حسنة وأخرى مذمومة؟ الدليل من السنة «من سنَّ في الإسلام سنة حسنة .. «، ومن السلف قول الإمام الشافِعي: كل ما له مستند من الشرع ليس ببدعة، لذلك البدعة نوعان: محمودة ومذمومة. بدعة الضلالة ليس لها أصل في الكتاب ولا السنة. فهل قراءة القرآن والسيرة النبوية والذكر الذي تحفه الملائكة ليس في الكتاب ولا السنة!؟ الصدّيق جمع القرآن في مصحف فقرأتم! والفاروق قال عن صلاة التَّراويح: «نعمت البدعة هذه» فصليتم! وذو النورين أمر بالأذان الأول لصلاة الجمعة فأذّنتم! والإمام علي أشار بتنقيط وتشكيل المصحف فكتبتم! وعمر بن عبد العزيز ضم القبر للمسجد وعمل المحاريب والمآذن فزدتم! وكتابة الأحاديث وتدوين السنة بعد حياة المصطفى فاتبعتم! وانظروا لزماننا، أُحدثت أمور فقبلتم! تشددتم في اليوم الوطني والحمد لله أخيراً احتفلتم. وأمر الأمير المحبوب خالد الفيصل بتفعيل برنامج الاصطفاف الصباحي وتحية العلم في المدارس فحييّتم. بل هناك شيوخ كالشيخ سلمان العودة أجاز الاحتفال بعيد الميلاد، فما استنكرتم! لكن فقط أعظم يوم، يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، استكثرتم!! جعل الله المقال خفيفاً عليكم!