ينظر إبراهيم محمد الراشد إلى طفلته زينب، وهي ساكنة مكانها، لا تقدر على اللعب واللهو مثل بقية الأطفال، فيتألم لها كثيراً، ولكنه يدرك أن آلامه مهما بلغت ذروتها، فهي لا تصل إلى مستوى الآلام التي تشعر بها الصغيرة، ذات السنوات الخمس. وتعاني زينب منذ ولادتها من ثقب في جدار القلب، هذا الثقب يجعلها تتنفس بصعوبة بالغة، ويظهر هذا في عمليتي الشهيق والزفير، لدرجة يشعر معها القريب من الطفلة أنها تجاهد وهي تتصبب عرقاً من جميع أجزاء جسدها النحيل، وهي تأخذ نفساً عميقاً، يبقيها على قيد الحياة. ويقول الأب: "من الصعب أن أرى ابنتي بهذه الحالة المأساوية، فهي طفلة من حقها أن تلعب وتلهو وتجري مثل بقية الأطفال ممن هم في سنها، ولكن الأطباء دائماً يحذرون من أي جهد تبذله زينب، ويؤكدون أن هذا الجهد قد يؤثر على حياتها، ويصعب عملية التنفس عند الطفلة". وطاف والد الطفلة على عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة، لعله يجد علاجاً ما، ينقذ حياة صغيرته من أي مضاعفات صحية، ويقول: "غالبية الأطباء أكدوا لي أن زينب في حاجة إلى مركز متخصص لجراحة القلب، لإجراء عملية، وربما أكثر"، مشيراً إلى أن "هذه العمليات مكلفة مادياً، إذ تحتاج إلى أطباء متخصصين، وإمكانات طبية، لا تتوافر إلا في مستشفيات ومراكز القلب المتخصصة، سواء في السعودية أو خارجها". ويؤكد الأب أنه خائف على حياة ابنته كثيراً "الأطباء نصحوني بسرعة إجراء العملية لزينب في الصغر، حتى لا تتأثر بعد أن تكبر"، موضحاً أن "التنفس الصعب الذي تعاني منه ابنتي، جعلها ضيفة دائمة على المستشفيات والمراكز الصحية، التي تجرب فيها علاجاتها المختلفة", وقال إن جسم زينب يبدو أصغر مما من المفترض أن تكون هي عليه، وفقاً لعمرها الحقيقي، بسبب المجهود الذي تبذله في التنفس". وناشد والد الطفلة الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أن تساعده في علاج زينب "لو كنت أملك المال الكافي، لسافرت بابنتي إلى أفضل الدول التي تجرى فيها مثل هذه العمليات الجراحية، ولما انتظرت هذه السنوات، ولكن أملي في الله كبير، ثم في ولاة الأمر، أن يساعدوا هذه الطفلة على العيش بشكل طبيعي".