بدأت في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض اليوم عملية فصل التوأمتين السياميتين من مدينة النجف بالعراق الشقيق / زينب ورقية / التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بإجرائها . ومن المتوقع أن تستغرق العملية قرابة 12ساعة يقوم خلالها الفريق الطبي الجراحي السعودي المتخصص برئاسة معالي وزير الصحة رئيس الفريق الطبي والجراحي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بفصل التوأمتين على تسعة مراحل وهي مرحلة التخدير ثم التعقيم وفتح البطن وبعدها فصل الإلتصاق والأمعاء ثم فصل المسالك البولية والتناسلية والحوض ثم مرحلة فصل التوأم وآخر مرحلة الترميم . وأوضح معالي الدكتور الربيعة أن حالة التوأم نادرة ومعقدة إذ تشتركان في الورك والحوض والقناة الشرجية مع التصاق الجهاز البولي والتناسلي الخارجي وتشتركان في الجزء السفلي من القناة الشوكية مع تداخل في الأعصاب السفلية مبيناً أن إحدى التوائم وهي رقية تعاني من تشوهات في الرأس تعيق الحياة ويوجد تكيس للسحايا كبير خارج الرأس مع ضمور في الرأس وخروج لجذع المخ والمخيخ خارج الرأس ولقد أدت هذه التشوهات إلى توقف التنفس عدة مرات وبطء في دقات القلب مما استدعى سحب السوائل من الكيس عدة مرات ,وأخضعت للتنفس الاصطناعي للحفاظ على حياتها وتعد هذه الحالة من الحالات التي يصعب الحياة معها - بمشيئة الله - كما تهدد حياة أختها زينب . ولقد أظهرت الفحوصات الطبية الدقيقة أن التوأم زينب في وضع مستقر إلا أنها تعاني من عيوب في المخ والحبل الشوكي مما يجعلها عرضة لعدم النمو المناسب للقدرات والتطور . وأكد الدكتور الربيعة أنه تم شرح الحالة بدقة لوالد التوأم ومدى خطورة الوضع الذي يهدد حياة التوأم زينب من أختها رقية مما يتطلب سرعة التدخل جراحياً لفصلهما وقبول نسبة خطورة تصل إلى 50 بالمئة من هذه العملية, مؤكداً أن فرص الحياة للتوأم رقية ضعيفة جداً , ولقد وافق والد التوأم على قبول هذه المخاطر وفضل إجراء عملية الفصل للحفاظ على حياة التوأم زينب . وتعد مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض مرجعاً طبياً لمثل هذا النوع من العمليات الدقيقة حيث أجريت في المملكة 27 عملية فصل ناجحة وهذه العملية بعد إتمامها بإذن الله ستكون رقم 28 في سلسلة عمليات فصل التوائم السيامية التي كانت لأطفال متلاصقين من جنسيات متعددة شملت 16 دوله عربية ، وإسلامية وعالمية صديقة . وهذه هي العملية الثامنة والعشرين من نوعها التي تجرى في المملكة العربية السعودية واستحقت أن يطلق عليها " مملكة الإنسانية " بناءاً على خدماتها وإنجازاتها الإنسانية ، والتي تقدمها هذه الدولة على الصعيد الوطني والعربي والإسلامي والعالمي ، لذا كان توجيه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - باستخدام شعار " مملكة الإنسانية " لهذا الوطن لكل المساعي الإنسانية . ويعد هذا من مد يد العون التي تتميز بها المملكة لتتعدى الحدود الجغرافية والحواجز الثقافية والعرقية وكذلك حاجز الدين واللون والإقليم إلى أن تصل إلى الإنسان البسيط المحتاج أينما حل و كان ، فهذه المبادئ والقيم النبيلة نبعت من تعاليم ديننا الحنيف " دين الإسلام " الذي كرم الإنسان وآجر من أهتم برعايته . ولقد أكدت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - هذه القيم من خلال رعايته للتوائم السيامية من كل أنحاء العالم والتي تعطي دوماً مآثر جليلة للعالم أجمع عبر أجياله المتعاقبة . هذا وقد تم قبل قليل الانتهاء من فصل التوأم السيامي العراقي (زينب ورقية) على يد فريق طبي بقيادة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة. وكان الربيعة وصف في تصريحات صحفية العملية بأنها خطيرة وصعبة، معتبرا أنها الأصعب على الفريق الطبي والجراحي الخاص بعمليات فصل التوائم السيامية كون الطفلتين في وزن لا يتجاوز ال 3,6 كليو جرام وهو ما يمثل تحديا للفريق الطبي، إضافة إلى عيوب خلقية تعاني منها الطفلة رقية وهي في منطقة الرأس. وأوضح أنه يوجد تكيس للسحايا كبير خارج الرأس مع ضمور في الرأس وخروج لجذع المخ والمخيخ خارج الرأس وهي على جهاز التنفس الصناعي منذ عشرة أيام. وقال: "العملية ستجرى على 9 مراحل ويشارك فيها أطباء متخصصون في طب التخدير وجراحة الأطفال والأعصاب والعظام البولية والتجميل إضافة إلى فني التخدير وتمريض غرفة العمليات". وحول سبب الاستعجال في إجراء العملية، قال الربيعة: "استعجالنا بالعملية يهدف للحفاظ على حياة التوأم زينب بشكل خاص، لأن فترة انتظار أخرى تهدد حياتها خاصة أن فرص الحياة لرقية ضعيفة أيضا". ولفت الربيعة إلى مشاركة عدد من الأطباء من قطاعات صحية ومرافق طبية متعددة يمثلون قطاع الشئون الصحية للحرس الوطني ووزارة الصحة وجامعة الملك سعود بالرياض.