واصلت تصريحات شيخ الأزهر سيد طنطاوي حول النقاب وما رافقها من ردود بالتفاعل - خاصة وأن المواقف صادرة عن المؤسسة التي تعتبر أبرز المراكز الإسلامية في العالم - ليبرز الأربعاء موقف أكثر إثارة للجدل من "أزهري" آخر هو أحمد السايح .. والذي أيد طنطاوي بموضوع النقاب وتجاوزه إلى انتقاد الحجاب واعتباره عادة جاهلية. وقال السايح - وهو أستاذ ب "كلية أصول الدين" ب "جامعة الأزهر" أن " كلمة حجاب خاطئة وليست من الإسلام" مؤيدا مواقف الدول الأوروبية التي تمنعه قائلاً : أنه كان سيحظره لو كان رئيسا لفرنسا. واعتبر النقاب "عادة جاهلية"، ونوه بجهود شيخ الأزهر في "صد الوباء السلفي". وأضاف السايح : " إن عبارة {جيوبهن} الواردة في آية :{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} فسرها البعض على أنها تعني فتحات الرقبة.. بينما فسرها البعض الآخر على أنها شعر المرأة ". ورفض السايح - في تصريحات نقلتها صحيفة "اليوم السابع" - قيام البعض بالربط بين موقف طنطاوي من النقاب ومواقف حكومات بعض الدول الأوروبية التي تحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، مشيراً إلى : أن " الدول الأوروبية وصلت إلى درجة عالية من الرقى، وتعتبر أن الرجل والمرأة مخلوق واحد ".. كما استنكر الهجمة التي شنها البعض على شيخ الأزهر، وقال: " إن النقاب يعطل تطبيق آية:{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}.. مشيراً إلى : أن " تطبيق الآية مشترط بأن تكون المرأة كاشفة لوجهها، وإن علماء المسلمين الذين أخذوا الحديث عن عائشة - زوجة النبي محمد - لم يثبتوا أنها كانت منقبة ". وختم : " النقاب عادة جاهلية فرضها المتشددون، وشيخ الأزهر يحاول صد الوباء السلفي المنتشر بين الناس ".ويبدو أن "معركة النقاب" التي يشهدها الشارع المصري حالياً سوف تتخذ أبعاداً جديدة خلال الفترة المقبلة في ظل معارضة كثير من النساء لقرار منع ارتداء الطالبات في المعاهد الدينية النقاب إلا في حضور الرجال ؛ الأمر الذي قد يتبعه قرار مماثل بحظر النقاب في الجامعات "المختلطة" وعبرت "جماعة الإخوان المسلمين" - أبرز جماعة للمعارضة في مصر.. ولكنها محظورة سياسياً - عن رفضها لقرار منع النقاب في المؤسسات التعليمية، خاصة في المعاهد الدينية التابعة للأزهر - والذي يُعد أكبر مرجعية دينية للمسلمين السُنة - وفي الوقت الذي تتزايد فيه "المعركة" ضد النقاب في الغرب. وكانت قضية النقاب والبرقع قد أثارت جدلا في فرنسا خاصة أن هذا البلد، الحريص على علمانيته، سبق وان سن قانونا حول حظر الحجاب الاسلامي في المدارس والاماكن العام سنة 2004. وفيما أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب القاه امام البرلمان ان البرقع "غير مرحب به على ارض الجمهورية"، دعا رئيس الهيئة التي تمثل المسلمين، مجلس الدين الاسلامي في فرنسا، محمد الموساوي خلال جلسة استماع في البرلمان الى "الثقة" في المسلمين بدلا من حظر النقاب. وكان وزير التعليم المصري يسري الجميل قد أعلن عن تفعيل القرار الذي اتخذته وزارته عام 1995 بمنع ارتداء النقاب داخل الصفوف في المدارس. وتعليقاً على ذات القضية، أكد وزير التربية والتعليم / يسري الجمل أن الزي المدرسي لا يشمل النقاب مشيراً إلى : أن " قضية النقاب تُعد محسومة في مدارس التربية والتعليم طبقا للقرار الوزاري الذي صدر عام 1995 بتحديد الزي المدرسي" معتبرا ارتداء المعلمات للنقاب غير مسموح لأن تعبيرات الوجه داخل الفصل بالنسبة للأطفال جزء من العملية التربوية لتوصيل الرسالة التربوية لهم.