فاجأ التلفزيون المصري الرسمي القنوات التلفزيونية الخاصة في مصر والشبكات الفضائية العربية ببدء عرض المسلسلات الدرامية الجديدة المعدة مسبقا لشهر رمضان بداية من منتصف ليل أول من أمس فيما اعتبر ضربة قاصمة للجميع. وبينما تراجعت نسبة مشاهدة القنوات المصرية الرسمية طيلة السنوات العشر الماضية إلا أنها عادت العام الماضي مجددا كلاعب رئيسي في سوق العرض الدرامي قبل أن تقلب الطاولة على الجميع في العام الحالي باللجوء إلى عرض الأعمال الجديدة قبل المواعيد المعتادة خلال السنوات الماضية بأكثر من 10 ساعات كاملة. وبدأت شبكة تلفزيون النيل التي تضم قنوات "نايل دراما" و"نايل لايف" و"نايل كوميدي" التابعة للتلفزيون المصري في الدقيقة الأولى من يوم السبت أول أيام شهر رمضان عرض مسلسلات "ابن الأرندلي" ليحيى الفخراني" و"كريمة كريمة" وسيت كوم "العيادة" ليتوالى بعدها عرض المسلسلات الجديدة على مدار الساعة. واعتاد المشاهدون أن تبدأ القنوات الفضائية عرض المسلسلات الجديدة بعد موعد إفطار أول أيام رمضان حيث كان السباق ينحصر في أن تعرض إحدى القنوات قبل الأخرى بساعة أو أكثر أو تنفرد بالعرض الحصري لعدد من الأعمال المهمة ليأتي ما فعله التلفزيون المصري في العام الحالي ليضيف أسلوبا جديدا للسباق التلفزيوني الرمضاني. وتوقع نقاد وكتاب ومشاهدون أن تؤدي الخطة المفاجئة للتلفزيون المصري إلى زيادة حجم الإقبال على قنواته وبالتالي حجم الإيرادات الإعلانية وانصراف الكثير من المشاهدين عن قنوات مصرية خاصة أخرى وتأثرها بشكل كبير من ناحية الإعلانات. وقال محمد قناوي الناقد بصحيفة "أخبار اليوم" إن ما حدث ضربة قوية للقنوات الخاصة التي لم يخطر ببالها أن يغير التلفزيون الحكومي عادته السنوية ويبدأ العرض فور بدء أول أيام رمضان خاصة أن القنوات التلفزيونية المصرية والعربية على حد سواء تعودت أن تبدأ عرض أعمال رمضان منتصف نهار أول أيام الشهر. وقال الأكاديمي المصري حاتم حافظ إن الموضوع برمته يدور في إطار ممارسات السوق وفي السوق العقد شريعة المتعاقدين فلو أن التلفزيون تعاقد على العرض مبكرا فإنه لم يخالف أما إذا كان ما فعله تجاوزا وتحايلا على العقود باعتبار أن أول يوم رمضان يبدأ من الساعة 12 مساء فإن ذلك يعد نوعا من ممارسات السوق الاحتكارية في مصر التي تعتمد على فرد العضلات. وأضاف حافظ المدرس المساعد في معهد الفنون المسرحية أن التلفزيون المصري ظل طويلا يدار بعقليات عتيقة لكنه بدأ مؤخرا فهم آليات السوق والمنافسة بعدما كان يعتمد فقط على تاريخه مشيرا إلى أن القنوات الخاصة من حقها اللجوء إلى القانون لو اكتشفت أي نوع من التحايل رغم أن ذلك قد يضرهم أكثر مما يفيدهم لأن التلفزيون مرتبط بوزارة الإعلام المتحكمة في كل القنوات. بينما اعتبرت مقدمة البرامج في فضائية "الفراعين" الخاصة شمس عبدالحميد أن الأمر لن يكون له تأثير كبير لأن القنوات الأخرى قامت بإتمام تعاقداتها الإعلانية بالفعل قبل بدء رمضان وإن كان ما قام به التلفزيون الحكومي قد يؤثر في الإقبال الجماهيري بشكل واسع. في المقابل قالت عبير عبد الوهاب "ربة منزل" إن ما يهمها في الأمر إتاحة المسلسلات التي تعجبها في قنوات مفتوحة لمنحها الفرصة لمتابعتها على القنوات بسهولة ودون تكلفة زائدة بعكس السنوات الماضية. واتفقت معها سمر عطية "طالبة" التي قالت إنها سعيدة بقرار التلفزيون الحكومي الذي أتاح لها مشاهدة كل النجوم الذين تعشق أعمالهم في قنوات قليلة بعدما كانت في السنوات الماضية تتنقل بين القنوات ويفوتها الكثير من الأعمال. ويعرض التلفزيون المصري 27 مسلسلا دراميا متنوعا بين الاجتماعي والكوميدي والتاريخي و"السيت كوم" بينها "ابن الأرندلي" بطولة يحيى الفخراني و"خاص جدا" ليسرا ومسلسلا "الرحايا" و"متخافوش" بطولة نور الشريف و"حكايات بنعيشها" لليلى علوي و"أفراح إبليس" للسوري جمال سليمان و"علشان مليش غيرك" بطولة إلهام شاهين و"حدف بحر" لسمية الخشاب و"تاجر السعادة" لخالد صالح. كما يعرض "حرب الجواسيس" لمنة شلبي وهشام سليم و"هانم بنت باشا" لحنان ترك و"أنا قلبي دليلي" عن قصة حياة ليلى مراد والمسلسل التاريخي "صدق وعده" بطولة خالد النبوي و"هدوء نسبي" بطولة نيللي كريم وعابد فهد و"ونيس وأحفاده" بطولة محمد صبحي و"تامر وشوقية4" و"راجل وست ستات 5" و"العيادة2". ويرفع التلفزيون المصري شعار "مفيش حاجة حصري كله على التلفزيون المصري" للتأكيد على أنه يعرض كل أعمال النجوم لكن القنوات الأخرى لم تتوقع أن تسبقها قنوات شبكة النيل في عرض الأعمال حيث تبدأ قنوات تلفزيون "الحياة" المصري الخاص عرض مسلسلاتها في العاشرة من صباح أمس بعد عشر ساعات من بدء عرضها في القنوات الحكومية. ولم يتبق أمام القنوات المصرية الخاصة إلا الاعتماد على البرامج والمسلسلات الحصرية خاصة قنوات "الحياة" و"بانوراما دراما" و"أوسكار دراما" و"موجة كوميدي" و"دريم" و"القاهرة والناس".