أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أن مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة يتم بتوجيه ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، ويستهدف تحقيق التنمية الشاملة للمجتمع وإحداث نقلة حضارية على جميع المستويات (إنسانياً وأمنياً واجتماعيا واقتصادياً وصحياً وتعليمياً). كما أكد سموه متابعته شخصياً لعملية تنفيذ تطوير العشوائيات لما لهذا المشروع من أهمية. وشدد سموه في تصريح صحفي أمس على ضرورة تكاتف جهود الجميع للقضاء على ظاهرة العشوائيات وسلبياتها التي تمثل خطراً داهماً على المجتمع بآثارها السيئة، مشيراً إلى أن المشروع بعد اكتماله - بإذن الله - سيوفر السكن اللائق والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية ومراكز التدريب المهني والمساجد والحدائق وتحويل المناطق من عشوائية متردية الأوضاع إلى أحياء مخططة ترتقي بالمستوى العمراني والاجتماعي والاقتصادي لسكانها. وطمأن سمو أمير منطقة مكةالمكرمة سكان منطقة الرويس وجميع المناطق العشوائية التي تصل إلى (54) حياً في محافظة جدة بأنهم سيحصلون على كامل حقوقهم ولن يظلم أحد - بمشيئة الله -. وأشار إلى أن مشروع التطوير سيضع أمام الملاك عدداً من الخيارات منها الإسهام بقيمة عقاراتهم في المشروع أو بيعها إلى شركة التطوير بالقيمة التي تحددها لجنة جرى تشكيلها لهذا الغرض، ويمكن للملاك الحصول على سكن بديل من المساكن التي يتم بناؤها بديلاً عن قيمة التعويض. وبين سموه أن مشروع تطوير حي الرويس بمحافظة جدة يسهم في خدمة أبناء الحي ويمثل أهمية اقتصادية كبيرة، مؤكداً أن مصلحة المواطنين في هذا الحي العشوائي تمت مراعاتها في الدراسة المرفوعة عنه. وعن الأشخاص الذين لهم حق التظلم عند إزالة مساكنهم بالأحياء العشوائية في ظل عدم وجود صكوك شرعية، قال سمو الأمير خالد الفيصل: إن لكل إنسان في المملكة الحق أن يتظلم، ونحن نؤكد للجميع أنه لن يكون هناك ظلم لأي شخص حيث سيتم إصدار صكوك لمن لا يملكون صكوكا شرعية وفق آلية محددة وضعت لهذا الغرض، إضافة إلى تثمين العقارات ووضع الإطار العام لتقدير العقارات بالشكل المنصف والمرضي للجميع، ولصاحب الملك المنزوع الخيار بين أن يدخل كشريك في تطوير الحي ويكون مالكاً من ضمن الملاك، أو أن يقبل القيمة ويستفيد من المبلغ في مكان آخر. وأكد سموه أهمية التحرك لإزالة هذه العشوائيات في هذه الحقبة المباركة من الزمن بقيادة القائد الفذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رعاه الله - ورجل الخير والبركة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهما الله - . وأشار سمو الأمير خالد الفيصل إلى أن هذا العمل الكبير سيخدم المواطنين ويصحح الأخطاء البيئية ويزيل أخطارها، كما يولى اهتماما كبيراً بأوضاع الناس والحالات التي تحتاج إلى مساعدة بعد تشكيل لجنة اجتماعية لمعالجة هذا الأمر.. مؤكداً سموه أنه سيتم الأخذ في الحسبان وضع المقيمين من غير السعوديين ممن دعتهم الظروف لمغادرة بلدانهم واللجوء إلى المملكة وتصحيح أوضاعهم برضا الدولة والمجتمع. سموه يستقبل القنصل الإيراني والسفير السوداني من جهة ثانية استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بمكتبه في جدة أمس سفير السودان لدى المملكة عبد الحافظ إبراهيم. وتم خلال اللقاء مناقشة جهود المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين والتطوير الكبير الذي تشهده الأراضي المقدسة والدعم الذي يحظى به هذا الجانب من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله. كما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بمكتبه في جدة أمس القنصل العام الإيراني بجدة محسن مرتضائي. وأكد سمو الأمير خالد الفيصل حرص المملكة العربية السعودية وتشرفها بخدمة المسلمين. من جانبه أشاد القنصل الإيراني بالتطور الذي تشهده منطقة مكةالمكرمة معبرا عن شكره لسموه على الرعاية والاهتمام الذي يجده الحجاج والمعتمرون الإيرانيون والتسهيلات التي يحظون بها. ويلتقي رئيس مؤسسة الموانئ كما استقبل سموه بمكتبه في جدة أمس معالي رئيس المؤسسة العامة للموانئ الدكتور خالد بو بشيت وعددا من مسؤولي ميناء جدة الإسلامي الذين قدموا لسموه عرضا خاصا بدراسة إعادة تشغيل وتطوير ميناء الليث. وبدأ العرض بكلمة شكر للأمير خالد الفيصل صاحب الفكرة التي ستسهم في مساندة وتكميل ميناء جدة الإسلامي من خلال نقل بعض الخدمات إلى الميناء الجديد. وأوضح العرض أنه وبعد إنشاء ميناء الليث ونقل سفن الحبوب السائبة وسفن البضائع العامة وسفن السيارات وسفن المواشي إلى ميناء الليث ستتاح الفرصة للاستفادة من أرصفة تلك السفن لتجهيزها لاستقبال سفن الحاويات بصفتها السفن التي تسعى الموانئ العالمية للمنافسة على خدمتها. وأشار إلى أنه ستتم الاستفادة من حوالي (75 في المائة) من أرصفة الميناء لسفن الحاويات والنسبة المتبقية التي تمثل 11 رصيفاً من أصل 62 رصيفا سيتم استمرار استقبال سفن الركاب وسفن الدحرجة وسفن المبردات متمثلة في (734) سفينة فقط في العام من أصل (6000) سفينة والاستفادة كذلك من الساحات التخزينية لتلك السفن في رفع الطاقة التخزينية لسفن الحاويات التي تشهد ازدياداً مطرداً في كل عام إضافة إلى تنمية خدمات المسافنة. واقترح العرض أن يبدأ ميناء الليث على مساحة 10 كيلو مترات مربع على أن يستقبل السفن الخاصة بعدد من الخدمات من ميناء جدة ومنها سفن الحبوب السائبة وسفن السيارات وسفن المواشي وسفن البضائع العامة. وبين العرض المردودات والإيجابيات لإنشاء هذا الميناء الذي يعد إضافة اقتصادية لمنظومة الموانئ السعودية ودليل على قوة اقتصاد المملكة وامتدادا لمسيرة التنمية الحضارية والاقتصادية فيها ويخدم محافظة الليث والمحافظات والمدن والقرى القريبة منها التي يتوقع لها - بإذن الله - أن تنتعش لتوافر مقومات الاستثمار والتطوير بها وجذب رؤوس الأموال للاستثمار بها. وتطرق العرض إلى الفرص الوظيفية التي سيوفرها الميناء لأبناء المنطقة في الأعمال المهنية أو الفنية أو الإدارية أو البحرية.. ورأى أن هذا الميناء لن يحتاج إلى فترة طويلة لاستقطاب السفن بعد الترويج لخدماته، حيث إن السفن جاهزة للذهاب إليه قبل إنشائه، متوقعاً أن يحظى الميناء بإقبال من أصحاب الخطوط الملاحية أو التجار والمستوردين؛ كونه لا يبعد كثيراً عن ميناء جدة الإسلامي. كما يتوقع أن يجذب إنشاء الميناء اهتمام التجار والمستوردين (وكلاء السيارات, وتجار الشعير، وتجار المواشي، وشركات التصدير، و المصانع) للاستفادة من الأراضي الشاسعة المحيطة بالميناء لإنشاء مستودعات لهم أو مواقع لنشاطهم، إضافة إلى أن شركات النقل البري ستستفيد من عدم ازدحام الخطوط البرية في تلك المنطقة واستخدام شبكة الطرق سواءً للشمال أو للجنوب أو للشرق. وقدم العرض تصوراً مستقبلياً للاستفادة من ربط المحافظة بخط السكة الحديدية المزمع إنشاؤه لنقل البضائع بين المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية، ودراسة تسيير رحلات بحرية سياحية من ميناء الليث إلى جزيرة جبل الليث بعد تأهيلها لذلك من قبل المستثمرين وإنشاء عدد من الفنادق والمنتجعات والقرى السياحية. الجدير بالذكر أن ميناء الليث يعد من أقدم موانئ المملكة استناداً إلى الإشارات التاريخية التي وردت في بعض مصادر التراث الإسلامي ويقال إن الفراعنة المصريين استخدموا هذا الميناء قبل أكثر من خمسة آلاف سنة كما أبحرت منه سفن الفينيقيين والأشوريين واليونانيين عن طريق السفن الشراعية والمراكب الصغيرة.