استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بمكتبه في جده أمس سفير السودان لدى المملكة عبدالحافظ ابراهيم. وتم خلال اللقاء مناقشة جهود المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين والتطوير الكبير الذي تشهده الأراضي المقدسة والدعم الذي يحظى به هذا الجانب من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله. كما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بمكتبه في جدة أمس القنصل العام الإيراني بجدة محسن مرتضائي. واكد سمو الأمير خالد الفيصل حرص المملكة العربية السعودية وتشرفها بخدمة المسلمين. من جانبه أشاد القنصل الإيراني بالتطور الذي تشهده منطقة مكةالمكرمة معبرا عن شكره لسموه على الرعاية والاهتمام الذي يجده الحجاج والمعتمرون الإيرانيون والتسهيلات التي يحظون بها. من جهة أخرى استقبل أمير منطقة مكةالمكرمة بمكتبه في جدة امس رئيس المؤسسة العامة للموانئ الدكتور خالد بو بشيت وعدد من مسؤولي ميناء جدة الإسلامي اللذين قدموا لسموه عرضا خاصا بدراسة إعادة تشغيل وتطوير ميناء الليث. وبدأ العرض بكلمة شكر للأمير خالد الفيصل صاحب الفكرة التي ستسهم في مساندة وتكميل ميناء جدة الإسلامي من خلال نقل بعض الخدمات إلى الميناء الجديد. وأوضح العرض أنه وبعد إنشاء ميناء الليث ونقل سفن الحبوب السائبة وسفن البضائع العامة وسفن السيارات وسفن المواشي إلى ميناء الليث ستتاح الفرصة للاستفادة من أرصفة تلك السفن لتجهيزها لاستقبال سفن الحاويات بصفتها السفن التي تسعى الموانئ العالمية للمنافسة على خدمتها. وأشار إلى أنه ستتم الاستفادة من حوالي (75 بالمئة ) من أرصفة الميناء لسفن الحاويات والنسبة المتبقية التي تمثل 11 رصيفاً من أصل 62 رصيفاً سيتم استمرار استقبال سفن الركاب وسفن الدحرجة وسفن المبردات متمثلة في (734 ) سفينة فقط في العام من أصل (6000)سفينة والاستفادة كذلك من الساحات التخزينية لتلك السفن في رفع الطاقة التخزينية لسفن الحاويات التي تشهد ازدياداً مضطرداً في كل عام إضافة إلى تنمية خدمات المسافنة. واقترح العرض أن يبدأ ميناء الليث على مساحة 10 كيلو متراً مربعة على أن يستقبل السفن الخاصة بعدد من الخدمات من ميناء جدة ومنها سفن الحبوب السائبة وسفن السيارات وسفن المواشي وسفن البضائع العامة. وبين العرض المردودات والايجابيات لإنشاء هذا الميناء الذي يعد إضافة اقتصادية لمنظومة الموانئ السعودية ودليل على قوة اقتصاد المملكة وامتداد لمسيرة التنمية الحضارية والاقتصادية فيها ويخدم محافظة الليث والمحافظات والمدن والقرى القريبة منها التي يتوقع لها بإذن الله أن تنتعش لتوفر مقومات الاستثمار والتطوير بها وجذب رؤوس الأموال للاستثمار بها. وتطرق العرض إلى الفرص الوظيفية التي سيوفرها الميناء لأبناء المنطقة في الأعمال المهنية أو الفنية أو الإدارية أو البحرية.. ورأى أن هذا الميناء لن يحتاج إلى فترة طويلة لاستقطاب السفن بعد الترويج لخدماته حيث أن السفن جاهزة للذهاب إليه قبل إنشائه , متوقعاً أن يحظى الميناء بإقبال من أصحاب الخطوط الملاحية أو التجار والمستوردين كونه لا يبعد كثيراً عن ميناء جدة الإسلامي. كما يتوقع أن يجذب إنشاء الميناء اهتمام التجار والمستوردين ( وكلاء السيارات , وتجار الشعير , وتجار المواشي , وشركات التصدير , والمصانع ) للاستفادة من الأراضي الشاسعة المحيطة بالميناء لإنشاء مستودعات لهم أو مواقع لنشاطهم بالإضافة إلى أن شركات النقل البري ستستفيد من عدم ازدحام الخطوط البرية في تلك المنطقة واستخدام شبكة الطرق سواءً للشمال أو للجنوب أو للشرق. وقدم العرض تصوراً مستقبلياً للاستفادة من ربط المحافظة بخط السكة الحديدية المزمع إنشاؤه لنقل البضائع بين المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية ودراسة تسيير رحلات بحرية سياحية من ميناء الليث إلى جزيرة جبل الليث بعد تأهيلها لذلك من قبل المستثمرين وإنشاء عدد من الفنادق والمنتجعات والقرى السياحية. الجدير بالذكر أن ميناء الليث يعد من أقدم موانئ المملكة استناداً إلى الإشارات التاريخية التي وردت في بعض مصادر التراث الإسلامي ويقال ان الفراعنة المصريين استخدموا هذا الميناء قبل أكثر من خمسة آلاف سنة كما ابحرت منه سفن الفينيقيين والاشوريين واليونانيين عن طريق السفن الشراعية والمراكب الصغيرة وقد بدأ الميناء كمرفأ صغير لصيادي الأسماك نظراً لتوفر الأحياء البحرية حول شواطئه ومياهه بالإضافة إلى تشكيلات من الجزر البحرية المتميزة بقربها من الشواطئ كجزيرة سلاب وشريفة ودعامة وجبل الليث وقد نال شهرته على مستوى الملاحة البحرية بعد اندثار ميناء السرين الواقع جنوب مدينة الليث ذلك الميناء الذي أنشأه الفرس واستمر حتى نهاية القرن الثامن الهجري ويشير احد الباحثين أن ميناءي الليث والقنفذة كانا لهما ارتباط وصلات تجارية مع ميناء جدة أبان فترة العهد العثماني حيث كانت تصدر منتجات منطقتي تهامة والسراة مثل الدخن والذرة والسمن والمواشي وكذلك بعض المنتجات والآلات كالسيوف والجنابي التي كانت تصنع في منطقة رجال ألمع بعسير وتصدر عن طريق ميناء الليث إلى جدة ومنها إلى بعض الموانئ الأخرى كما كان يستقبل المنتجات التي تحتاجها منطقة الليث والمناطق المجاورة من المنتجات التي تصنع في جدة وغيرها من الموانئ الأخرى عن طريق المراكب الشراعية وبعض السنابيك. وعندما وحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن / رحمه الله / المملكة استخدم ميناء الليث مع ميناءي القنفذة ورابغ لاستقبال الحجاج القادمين من جاوة والهند والحبشة والبوسنة والبانيا ، كما تشير وثائق جريدة أم القرى.