أخفقت الأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا الهلال والشباب والاتحاد والفتح في تقديم المستويات الفنية اللافتة مع ختام جولة الذهاب، وهو ما جعل ثلاثة منها تتذيل فرق مجموعاتها، باستثناء الشباب الذي حصد 6 نقاط من مباراتين وظل في المركز الثاني، وقد يخطف منه متى ما زال يقدم المستويات المتأرجحة من مباراة إلى أخرى، وتعد نتائج الفرق السعودية هي الأضعف في تاريخ البطولة، بعد أن كانت مشاركة الفرق قوية كما هو حال البطولة قبل الأخيرة بوصول الأهلي للمباراة الختامية، ولم يكن حال النتائج سلبياً بل امتد إلى بعض التفاصيل الخاصة كما هو في وضعية تسجيل الأهداف واستقبالها. أفضلية ناقصة تميز الشباب في جولة الذهاب بحصوله على ال6 نقاط ظل ناقصاً مع الأداء "المتذبذب" الذي قدمه خلال الثلاث مباريات، حتى والبداية مع هذه البطولة كانت مثالية بالفوز على استقلال إيران بهدفين وبمستوى فني مميز، إلا أن الخسارة من الجزيرة في الرياض، والفوز على الريان بنتيجة (4/ 3)، جعلت المحللين والنقاد في وضع محير مع ما يشاهدونه في مباريات الفريق. واستمرار "التذبذب" من مباراة إلى أخرى ومن شوط لآخر، وتواصل مسلسل الأخطاء الفردية التي يقع فيها الحارس الدولي وليد عبدالله، إضافة لقلبي الدفاع ومحوري الارتكاز، هذه السلبيات قد يتجاوزها الفريق في مباراة أو مباريات المجموعة، إلا أن المراحل المتقدمة لا تقبل "الهفوة" ولا حتى الاسترخاء أثناء المباراة، ويعد هذا الأمر مقلقاً على مستقبل الفريق سواء في مباريات الجولة الثانية، أو من خلال المرحلة المتقدمة من هذه البطولة. الهلال يسير في مكانه ما زال الهلال عاجزاً عن إظهار صورته الحقيقة في مباريات دوري أبطال آسيا، وما زال الفريق يعاني تكرار الأخطاء في جميع المباريات، فرغم الإنذار المبكر من الأهلي الإماراتي، إلا أن الهلال سقط في أصفهان، وفرط في الدوحة في نهاية مرحلة تعد غير مثالية لفريق تظل هذه البطولة الهاجس الأكبر أمام أنصاره، وتم التحضير لها وتقديم الدعم لأجل البداية القوية، إلا أن الأخطاء في الجماعية والتكتيكية ما زالت حاضرة وبقوة في مباريات الفريق، وحدت كثيراً من تقدمه بشكل أفضل مع الثلاث مباريات، فحصيلة النقطتين من تعادلين وخسارة لا تعد مثالية في ظل قوة الفرق المنافسة، واتساع الفارق النقطي المتوقع بينهما مع الجولة الثانية، فمن الصعب على الهلال الباحث عن لقب قوي وكبير أن يهاجم بأسلوب الكبار، ويدافع في نفس الوقت بنفس دفاع الفرق الضعيفة، وأمام الهلال ومدربه سامي الجابر مباريات تتطلب الواقعية في الأداء، واختيار أسلوب المغامرة في وقت محدد، وليس كما هو الحال في "انتشار" لاعبي الهلال في أرجاء الملعب دون أسلوب لعب يضمن للهلال المحافظة على مناطقه الدفاعية في حال استحوذ المنافس على الكرة، وأسلوب لعب يحفظ للفريق توازنه طوال شوطي المباراة. فورة الاتحاد لا تلبي الحاجة رغم التمرس والهيبة للاتحاد مع هذه البطولة، إلا أن الأدوات والعوامل المساعدة تبدلت، وافتقد الفريق لكثير من قوته بسبب أمور إدارية وفنية، وبقى العامل الأهم هو جمهور النادي ودوره اللافت في تقليص الفوراق مع المنافسين بالدعم والحماس الذي أثر على اللاعبين ميدانياً، ولكن هذا الوضع من الصعب استمراره في ظل غياب اللاعبين القادرين والمؤهلين للإطاحة بفرق تملك ترسانة لاعبين مميزين، ولديها استقرار فني وإداري لا يتوافر في عميد الكرة السعودية، خسارتان وفوز أرقام تحتاج لجهد مضاعف لكي يضمن الفريق الانتقال للمرحلة الثانية في ظل قوة لخويا القطري والعين الإماراتي، بالإضافة لمناوشات الفريق الإيراني، ولن تكن فورة الشباب التي تجعل الاتحاد في دقائق معينة يتجاوز الظروف حاضرة في كل المباريات، لذلك يتطلب الأمر معالجة سلبيات عديدة منها الإدارية ومن ثم الفنية وأخيراً في اللاعبين، بعد أن أثبت جمهور الاتحاد أنه عنصر فعال جداً. مشاركة بأسلوب محلي للفتح الظهور الباهت للفتح يعد تواصلاً لحال الفريق هذا الموسم وتراجعه المخيف فنياً ونتائجياً وتفاعلاً مع المرحلة غير المثالية التي يعيشها الفريق، بعد أن قدم الموسم الماضي حضوراً لافتا توجه ببطولة الدوري وبطولة السوبر السعودي، إلا أن مبالغة الفتحاويين في رهانهم على لاعبين محددين لم تأت بثمارها، بعد أن فرط الفريق في لاعبين كانت لهم بصمة مؤثرة، وفي مساعد فني للجبال كان له دور كبير فيما حدث للفريق من نقلة في البطولات السعودية الموسم الماضي، إذا مبالغة الفتحاويين وتنازلهم عن لاعبين ومساعد مدرب إضافة للتفريط بإداريين لهم بصمة كبيرة على الفريق طوال الخمس سنوات الماضية ألقى بظله السلبي في البطولات المحلية قبل أن تنتقل للبطولة الآسيوية، التي لا تقبل حضور الفرق "المتأرجحة" في مستوياتها، أو الفرق التي لا تملك البديل الجاهز، ويعد الفتح أقل الفرق حظوظاً نظير تركيزه في الفترة المقبلة على وضعه في سلم الترتيب، ومركزه لا يليق أبداً ببطل دوري ولفريق مشارك في أهم البطولات القارية.