توفي يوم الاربعاء المفكر المصري المثير للجدل جمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين عن عمر بلغ 93 عاما. والبنا الذي ولد في ديسمبر كانون الأول عام 1920 في محافظة البحيرة بشمال مصر لم ينضم لجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها شقيقه عام 1928 وكان يعلن اختلافه مع فكر الجماعة التي أصبح لها دور مهيمن في الحياة السياسية بمصر بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط 2011. ولجمال البنا أكثر من 150 كتابا بدأها في الأربعينات بأعمال في الفكر النقابي والعمالي ومنها (الحركة العمالية الدولية) (ديمقراطية جديدة) و(المعارضة العمالية في عهد لينين) وأنهاها بإصدارات غزيرة في الفكر الإسلامي بالتزامن مع تصريحاته المثيرة للخلاف ومنها أن الحجاب ليس فرضا على المرأة التي يجوز لها -في رأيه- أن تؤم الرجال في الصلاة إذا كانت أكثر منهم علما بالقرآن وهو ما شرحه في كتابيه (جواز إمامة المرأة الرجال) و(المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء). ومن كتب البنا التي أثارت غضب بعض التيارات الاسلامية (الجهاد) و(تفسير القرآن الكريم بين القدامى والمحدثين) و(هل يمكن تطبيق الشريعة؟) و(الإسلام وحرية الفكر) و(قضية الحرية في الإسلام) و(تفنيد دعوى حد الردة). وفي الثمانينيات كانت كتب البنا تصدر في صمت ويتجنب المتشددون انتقادها أو الإشارة إليها ولم يلتفت إليها كثيرون من التيارات الأخرى إلا أن البنا منذ أصدر كتابه (نحو فقه جديد) والذي يقع في ثلاثة أجزاء أصبح في دائرة الضوء والاتهام أيضا نظرا لتشديده على تحكيم العقل والقرآن بعيدا عن الآراء الفقهية القديمة. وفي نهاية التسعينيات أنشأ بالاشتراك مع شقيقته فوزية (مؤسسة فوزية وجمال البنا للثقافة والإعلام الإسلامي) والتي تضم مكتبة للاطلاع بها نحو 20 ألف كتاب ومخطوطات لرسائل شقيقه حسن ووثائق لجماعة الإخوان ومجلات قديمة وصحف جماعة الإخوان منذ الثلاثينيات