سيضغط المفتشون النوويون التابعون للامم المتحدة على ايران هذا الاسبوع للحصول على ضوء اخضر يطلبونه منذ فترة طويلة لزيارة موقع عسكري مهم لكن ما يشتبه بأنها اعمال تطهير ربما تجعل من الصعب ايجاد دليل على اجراء اي ابحاث غير مشروعة على القنابل النووية هناك. وقد تقدم محادثات الخميس في طهران دلائل على ما اذا كانت ايران اكثر استعدادا الان لبدء معالجة المخاوف الدولية المتنامية بشأن نشاطها النووي المثير للجدل في اعقاب انتخاب الرئيس الامريكي باراك اوباما لفترة ثانية الشهر الماضي. والمخاطر عالية اذ تهدد إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط بعمل عسكري اذا فشلت الدبلوماسية في منع عدوتها اللدودة من حيازة اسلحة نووية. وتقول ايران انها سترد بقوة اذا تعرضت للهجوم. لكن الدبلوماسيين الغربيين غير متفائلين بشان فرص حدوث انفراجة في المحادثات الجديدة في العاصمة الايرانية بعدما فشلت سلسلة من الاجتماعات بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في احراز تقدم. وتريد الوكالة التابعة للامم المتحدة ومقرها فيينا ان تسمح ايران لمفتشيها بزيارة المواقع واجراء مقابلات مع مسؤولين ودراسة وثائق في اطار تحقيق تجريه الوكالة بشأن الابعاد العسكرية المحتملة لبرنامج طهران النووي لكن المماطلة الايرانية احبطت التحقيق الى حد بعيد على مدى سنوات. وتقول ايران التي ترفض الاتهامات بأنها تحاول سرا تطوير وسائل وتكنولوجيا لازمة لصنع اسلحة نووية انه يتعين اولا التوصل لاتفاق اطار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن كيفية اجراء التحقيق قبل السماح بدخول من هذا القبيل. وقال مبعوث غربي في العاصمة النمساوية "لا اشعر ان ايران تريد اتفاقا. ايران تريد ان تتلاشى هذه القضية" متوقعا "اجتماعا آخر لا يسفر عن شيء." ومحادثات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ايران منفصلة - لكنها وثيقة الصلة- بجهود القوى الست الكبرى لحل النزاع النووي المستمر منذ عشر سنوات مع ايران قبل ان يتدهور الامر الى حرب جديدة قد ترسل أمواج صدمة اقتصادية جديدة حول العالم. ووصلت الدبلوماسية بين ايران وهي مصدر كبير للنفط والولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا الى طريق مسدود منذ اجتماع في يونيو حزيران انتهى بالفشل. ويقول كلا الجانبين الان انهما يريدان استئناف المحادثات قريبا بعد انتخاب اوباما لفترة ثانية وهو ما يقول بعض المحللين انه ربما يعطي دفعة جديدة للبحث عن تسوية عن طريق التفاوض ويتوقع دبلوماسيون ان يعقد اجتماع جديد في مطلع العام المقبل. وتواجه ايران عقوبات تجارية غربية تزداد شدة وتأمل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ان تجبر طهران على كبح برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتقول طهران ان اهدافها سلمية تماما لكنها لا تظهر اي اشارة على التراجع بل وتشير الى مواصلة التحدي بالتوسع السريع في قدرتها على تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه كوقود لمحطات الطاقة النووية لكن يمكنه ايضا توفير المادة اللازمة لصنع القنابل. كما تريد القوى الكبرى ان تتعاون ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لازالة الشكوك بشأن انشطة سابقة وربما ما تزال جارية تتعلق بتطوير قنابل نووية. والاولوية بالنسبة لوكالة الطاقة الذرية هي فحص مجمع بارشين العسكري المترامي الاطراف في جنوب شرق طهران والذي تعتقد ان ايران اجرت فيه اختبارات تفجيرية ذات تطبيقات نووية. وكان يوكيا أمانو مدير الوكالة قال الاسبوع الماضي ان الوكالة لا تزال تريد الذهاب الى بارشين برغم ما يقول مسؤولون غربيون انها جهود ايرانية فيما يبدو "لتطهير" الموقع بما في ذلك هدم مباني واسوار وازالة التربة وابدالها بتربة اخرى. وقال أمانو في واشنطن طبقا لنص لحديثه "لا استطيع ضمان ان بوسعنا العثور على شئ. لكني ما زلت اعتقد أن دخولنا مفيد جدا لتكوين فهم افضل للانشطة السابقة والحالية في بارشين." وتقول طهران ان بارشين منشأة عسكرية تقليدية وترفض المزاعم الغربية بأنها تحاول القضاء على الادلة على اي تجارب سرية متعلقة بالانشطة النووية. وكان معهد العلوم والامن الدولي وهو مركز ابحاث مقره الولاياتالمتحدة قال الشهر الماضي ان صورا بالاقمار الصناعية تشير الى ان مبنيين في بارشين ربما وضع لهما سقفان جديدان او ان القديمين قد اعيد طلاؤهما. وقال المعهد ان استمرار نشاط الانشاء هناك سيقلل من "فرصة الحصول على عينات بيئية موضع ثقة اذا تمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول الموقع." وسئل الدبلوماسي الغربي عن رد فعل الغرب اذا سمحت ايران فجأة للمفتشين بالذهاب الى بارشين فقال "لن ترانا نرحب بالخطوة ونقول هذا عظيم. سنقول انه كان يجب اتخاذها منذ فترة طويلة ونرى ما يمكن ان تكتشفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.