أطلق فلسطينيون يوم الأربعاء عشرات الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل التي نفذت ضربة جوية أسفرت عن مقتل نشط فلسطيني في تصعيد للعنف بعد زيارة قام بها أمير قطر للقطاع. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤوليتها عن بعض الصواريخ وقذائف المورتر التي أطلقت على اسرائيل مما أثار تساؤلات بين الإسرائيليين عما إذا كانت الزيارة التي قام بها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر يوم الثلاثاء وكسر بها العزلة الدبلوماسية المفروضة على الحركة قد شجعتها على الإقدام على هذه الخطوة. وكانت حماس تحجم إلى حد كبير في الأشهر القليلة الماضية عن شن هجمات على إسرائيل في الوقت الذي شنت فيه فصائل أخرى هجمات صاروخية عبر الحدود ولكن الزيادة المفاجئة في العنف أذكت مخاوف من إمكانية تصاعد أعمال العنف. ومن جانبها اتهمت حماس إسرائيل بتصعيد هجماتها في قطاع غزة لصب جام غضبها على القطاع بعد زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وتعهدت بمواصلة حمل السلاح حتى "تحرير فلسطين". وقالت اسرائيل انها "مندهشة" لأن قطر - الحليفة للولايات المتحدة - تنحاز لأحد الجانبين في النزاع الفلسطيني وتعترف بحماس التي يعتبرها الغرب منظمة إرهابية. وسيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007 من ايدي مقاتلين موالين لحركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويدعمها الغرب. واعتبر بعض المحللين زيارة امير قطر إلى غزة - وهي الزيارة الاولى التي يقوم بها زعيم دولة إلى القطاع منذ سيطرة حماس عليه - محاولة لبناء جسور بين الجماعة والغرب واغرائها بالانضمام لمعسكر السلام وسط اضطرابات العالم العربي في منطقة الشرق الأوسط. وقال مسؤول فلسطيني إن مصر تسعى للوساطة للتوصل إلى هدنة. وأضاف المسؤول المطلع على المحادثات "الاتصالات التي أجرتها القاهرة أسفرت عن وعد شفهي من قبل حماس بتهدئة الوضع وقالت إسرائيل إنها تراقب التهدئة على الأرض وستمتنع عن شن هجمات إلا إذا تعرضت لإطلاق صواريخ من غزة." ولم يكن لدى مسؤولين إسرائيليين تعليق فوري. والهجمات السابقة عبر الحدود كانت تهدأ في العادة خلال أيام وسط ادراك إسرائيل وحماس على ما يبدو مخاطر تصعيد الصراع إلى حرب شاملة. وأثار غزو إسرائيل للقطاع على مدى ثلاثة اسابيع وبدأ أواخر عام 2008 -والذي كان هدفه المعلن هو القضاء على الهجمات الصاروخية الفلسطينية- انتقادات دولية بسبب عدد القتلى الكبير في صفوف الفلسطينيين في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 1.7 مليون نسمة. وعلى الرغم من عدائها لاسرائيل سعت حماس في الاغلب إلى تفادي الاشتباكات المباشرة معها في وقت تحاول فيه تعزيز حكمها في مواجهة منافسين اكثر تشددا والتواصل مع حلفاء محتملين في الخارج. وقتل نشط من حماس في اليوم الثاني للعنف اليوم الاربعاء في ضربة جوية قالت اسرائيل انها كانت تستهدف وقف اطلاق الصواريخ. وقتلت اسرائيل امس الثلاثاء ثلاثة من أعضاء حماس قائلة إنهم شنوا هجمات أو كانوا يعدون لذلك. وفي جنوب إسرائيل أصيب ثلاثة عمال بالمزارع عندما انفجر صاروخ فلسطيني بالقرب منهم. وقالت اللفتنانت كولونيل أفيتال ليبوفيتش المتحدثة باسم الجيش إن 79 قذيفة سقطت على إسرائيل وإن نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ اعترض ثمانية منها. وأضافت أن عددا من المنازل أضير جراء الصواريخ الفلسطينية. وزار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو -الذي يسعى إلى الفوز بفترة جديدة في الانتخابات التي تجرى في 22 يناير كانون الثاني - بطارية صواريخ تابعة لنظام القبة الحديدية بالقرب من مدينة عسقلان الجنوبية يوم الاربعاء وهدد برد عسكري إسرائيلي أقوى في غزة. وأغلقت إسرائيل المدارس في المناطق القريبة من حدود غزة وحثت المواطنين على البقاء في منازلهم.