أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف حافلة مدرسية جنوبي إسرائيل الخميس، أسفر عن سقوط جريحين، فيما سقط خمسة قتلى، على الأقل، وأُصيب العشرات، في سلسلة غارات شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة. وقالت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناحي العسكري للحركة التي تسيطر على قطاع غزة، في بيان مساء الخميس، إن الهجوم جاء "كرد أولي على جرائم الاحتلال، التي كان آخرها استهداف القادة القساميين، إسماعيل وعبد الله لبد، ومحمد الداية." كما ذكر المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حماس، أن "فصائل المقاومة الفلسطينية قصفت مساء اليوم (الأربعاء) عدداً من المواقع الصهيونية المجاورة لقطاع غزة بالقذائف الصاروخية، رداً على العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع." وفي أعقاب الهجوم الصاروخي، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، تعليماته إلى قيادة الجيش ب"الرد بسرعة وإصرار على إصابة الحافلة"، مؤكداً أن إسرائيل تعتبر قيادة حماس في قطاع غزة "مسؤولة عن نتائج هذا الاعتداء." وأسفر القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، الذي طال عدة مواقع مختلفة من قطاع غزة، عن سقوط خمسة قتلى على الأقل، وجرح ما يزيد على 39 آخرين، بحسب ما أكدت مصادر أمنية وطبية في القطاع الفلسطيني، الذي تفرض السلطات الإسرائيلية حصاراً شاملاً عليه منذ ما يقرب من خمس سنوات. وكانت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي، أفيتال ليبوفيتش، قد ذكرت في وقت سابق الخميس، أن التحقيقات مستمرة لمعرفة ما إذا كان الصاروخ، الذي أُطلق من قطاع غزة، كان يستهدف الحافلة المدنية بشكل مباشر، أم أنها أصيبت بشكل عرضي، ولكنها قالت إن الإصابة كانت "مباشرة." وبحسب المتحدثة الإسرائيلية، فقد أسفر الصاروخ عن سقوط جريحين، أحدهما فتى يبلغ من العمر 13 عاماً، وصفت إصابته ب"الخطيرة"، بالإضافة إلى سائق الحافلة، الذي أُصيب بجروح متوسطة. وذكرت ليبوفيتش أن المنطقة التي وقع فيها الحادث تعرضت الخميس لسلسة عمليات قصف، أدت إلى سقوط 14 قذيفة هاون من الجانب الفلسطيني، وقالت: "ما يجري جزء من عمل إرهابي مستمر ضد المدنيين الإسرائيليين." كما أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الجيش يشعر بالقلق حيال هذه التطورات، لأن الفصائل الموجودة في قطاع غزة سبق لها إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه إسرائيل، ولكنها كانت دائماً تستهدف آليات للجيش، ما يجعل حادثة الخميس هي الأولى من نوعها ضد هدف مدني. وقد نقل الجريحان على متن مروحية عسكرية إلى مستشفى "سوروكا" للمعالجة، وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يزور برلين حاليا، بأن إسرائيل "لن تحتمل الاعتداءات التي ترتكبها حركة حماس انطلاقاً من قطاع غزة، وأنها ستعمل بناء على السياسة التي تتبعها في مثل هذه الحالات." يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي سبق أن أعلن أن الأسابيع الماضية شهدت ضربات مكثفة من قطاع غزة، إذ سُجل في مارس/ آذار الماضي سقوط 128 صاروخاً وقذيفة، مقابل 61 في فبراير/ شباط، و83 في يناير/ كانون الثاني السابقين.