- عرض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم الأربعاء إجراء حوار مع المتشددين الإسلاميين بما في ذلك تنظيم القاعدة لكنه قال إنهم يجب أن يوافقوا أولا على إلقاء السلاح ورفض الدعم من الخارج. وأصبحت اعادة الاستقرار إلى اليمن أولوية دولية نظرا للمخاوف من أن يرسخ المتشددون وجودهم في الدولة ويهددوا السعودية المصدر الأول للنفط في العالم وكذلك ممرات شحن عالمية مهمة. وسيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجماعات إسلامية متشددة أخرى بينها أنصار الشريعة على أراض في اليمن العام الماضي أثناء الانتفاضة الشعبية التي أجبرت الرئيس السابق علي عبد الله صالح على ترك السلطة. وكانت واشنطن تعتبر صالح أفضل حليف لها في جهود احتواء المتشددين. ومنذ تولى الرئاسة خلفا لصالح في فبراير شباط شن هادي حملة عسكرية لطرد هذه الجماعات من مناطق في محافظة أبين بجنوب البلاد وكثفت الولاياتالمتحدة حملة من الضربات الصاروخية ضدها. وقال هادي في كلمة بمناسبة العيد الخمسين لقيام الجمهورية اليمنية "ودائما أقول إنه ورغم أن دماء عزيزة قد سالت ومساكن تهدمت وأناسا تشردوا إلا أنه ومع ذلك يمكن الحديث عن فتح حوار شريطة أن تعلن القاعدة عن موافقتها على تسليم أسلحتها وإعلان توبتها من أفكارها المتطرفة البعيدة عن الإسلام وتخليها عن حماية العناصر المسلحة من خارج اليمن." ومن غير المرجح أن يقبل المنظرون المتشددون الذين يقودون تنظيم القاعدة عرض هادي لكن العرض قد يلقى صدى بين يمنيين تبنوا وجهات نظر متشددة لأسباب اجتماعية واقتصادية. ومن بين هؤلاء أعضاء جماعة أنصار الشريعة التي تمثل ظاهرة يمنية محلية يقول بعض المحللين إنها ربما نشأت بدعم خفي من الدولة في السنوات الأخيرة من حكم صالح بهدف إرباك الساحة السياسية وتقسيم خصومه. وقال المحلل السياسي اليمني عبد الغني الارياني ان هذا مستبعد في الوقت الحالي وانهم لن يوافقوا على القاء السلاح إلا إذا وجهت لهم ضربة قاتلة. وفي كلمة منفصلة امام الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم الاربعاء نقلتها شبكات تلفزيون عربية طلب هادي دعما دوليا في الحرب على القاعدة. وقال انه يدعو شركاء اليمن الدوليين في مكافحة الارهاب الى تقديم مزيد من الدعم الفني والدعم في مجال النقل والامداد لقوات الامن ووحدات مكافحة الارهاب اليمنية وزيادة التعاون في مجال المخابرات. وشن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هجمات في اليمن وأصاب نائب وزير الداخلية السعودي في هجوم بقنبلة وحاول وضع طرود ناسفة على متن طائرات ركاب متجهة إلى الولاياتالمتحدة. ويضم التنظيم مقاتلين سعوديين ويمنيين تحت قيادة أغلبها من السعوديين. وقال هادي إنه تعرض أحيانا لضغوط ممن وصفهم بوسطاء لفتح حوار مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وأنصار الشريعة وذلك في إشارة على ما يبدو إلى رجال دين سلفيين. وانزعج السلفيون من استعداد هادي لفتح حوار مع حركة الحوثيين وهي ميلشيا شيعية تسيطر على بعض أجزاء شمال اليمن وتشارك في عملية الانتقال السياسي في البلاد. وأشاد السفير الأمريكي في اليمن جيرالد فايرستاين بمعركة اليمن ضد القاعدة. وأضاف في تصريحات لرويترز هذا الأسبوع أن الحكومة اليمنية أصبحت الآن أكثر فاعلية من أي وقت منذ عام 2000 عندما أسفر هجوم بقنبلة على المدمرة الأمريكية كول في عدن عن مقتل 17 جنديا أمريكيا. وشن المتشددون منذ طردهم من أبين سلسلة هجمات استهدفت مسؤولين أمنيين وشنوا هجوما انتحاريا على عرض عسكري في مايو أيار أسفر عن مقتل مئة جندي.