فجر انتحاري يرتدي ملابس عسكرية حزاما ناسفا أثناء تدريبات استعدادا لعرض عسكري في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الإثنين مما أدى الى مقتل أكثر من 90 شخصا في هجوم من شأنه أن يثير قلق واشنطن في وقت تتزايد فيه مشاركتها في اليمن. وأعلنت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة أنها نفذت الهجوم الذي كان أعنف هجماتها حتى الآن مستهدفة وزير الدفاع وقادة الجيش. وأضافت أنها ستشن مزيدا من الهجمات إذا لم تتوقف حملة الجيش التي تساندها الولاياتالمتحدة على المتشددين في الجنوب. وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي أطيح بسلفه علي عبد الله صالح في انتفاضة شعبية إن قوات الأمن ستصبح أشد صلابة وأكثر تصميما على ملاحقة العناصر الإرهابية. وقالت وزارة الدفاع إن ما لا يقل عن 90 جنديا قتلوا في الهجوم وأصيب 222 آخرين. وكان وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان حاضرين خلال تجربة العرض العسكري الذي كان مقررا بمناسبة العيد الوطني للبلاد لكن لم يصب أي منهما بضرر. ووقع الانفجار في ساحة السبعين وتناثرت جثث القتلى وأشلاء آدمية على الطريق المؤلف من عشر حارات والذي كانت تجرى فيه تجربة العرض صباح يوم الاثنين على مقربة من قصر الرئاسة. وأجرى جون برينان مستشار الرئيس الامريكي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب اتصالا هاتفيا مع الرئيس اليمني لينقل اليه ادانة واشنطن للهجوم وتعهدها بدعم اليمن وهو جبهة رئيسية في الحرب العالمية التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد القاعدة. وقال جندي يدعى عمرو حبيب إن تجربة العرض العسكري كانت انتهت لتوها وكان الجنود يؤدون التحية لقائدهم عندما وقع انفجار ضخم. ووصف الهجوم بأنه بشع وقال إنه أسفر عن مقتل كثير من الجنود في حين فقد آخرون أطرافهم. وأصاب الضعف السلطات اليمنية في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بصالح وأدى ذلك إلى نجاح المتشددين في السيطرة على العديد من البلدات في محافظة أبين بالجنوب. ويشير الهجوم وكمين تعرض له فريق تدريب عسكري أمريكي يوم الأحد إلى أن حملة المتشددين ربما بصدد دخول مرحلة جديدة وخطيرة. وتعتبر الولاياتالمتحدة اليمن جبهة مهمة في حربها على المتشددين الإسلاميين وتزيد دعمها العسكري لحكومة هادي. واستهدف الجيش الأمريكي متشددين في اليمن باستخدام طائرات دون طيار في هجمات أسفرت في أكثر من مرة عن مقتل مدنيين وتثير استياء بالغا لدى اليمنيين حتى من يمقتون تنظيم القاعدة. وأصيب مدرب عسكري أمريكي بجروح خطيرة في كمين يوم الاحد الذي أعلنت المسؤولية عنه جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. كما زعمت نفس الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري خلال تجربة العرض العسكري وقالت إنه رد على جرائم قوات الأمن التي تقاتل لطرد المتشددين من معاقلهم في أبين. وقالت الجماعة إنها ستنتقم وتوعدت بشن هجمات في كل مكان. وقال محقق إن الأدلة الأولية تشير إلى أن الانتحاري كان جنديا مارقا وليس رجلا تنكر في زي جندي. وقال رجل عرف نفسه باسم العقيد أمين القباطي كانت الدماء تلطخ يديه وزيه العسكري كان الانتحاري يرتدي زيا عسكريا اسفله حزام ناسف. وتتضمن الإجراءات الأمنية المعتادة في تلك الأحداث تفتيش الجنود في قواعدهم قبل نقلهم إلى موقع تجربة العرض في مركبات عسكرية. ونقل الجرحى إلى مستشفيات في سيارات أجرة. وقال طبيب يدعى محسن الظهاري إن الإصابات معظمها في الرأس وإن العشرات أصيبوا بالشلل ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى. وأقال هادي في أعقاب الهجوم اثنين من كبار القادة العسكريين من حلفاء سلفه صالح الذي خلفه في الرئاسة في فبراير شباط. وأحد الضابطين اللذين أقيلا ابن أخ لصالح كان يتولى قيادة الأمن الوطني وهو وحدة لجمع المعلومات تعمل عن قرب مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وانقسم الحيش اليمني بين مؤيد ومعارض لصالح خلال الانتفاضة ضد حكمه العام الماضي الأمر الذي عرقل الحملة على المتشددين. وقال الباحث اليمني المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية سعيد عبيد إن هادي جاد في المواجهة لكنه لا يحكم سيطرته على كل أجهزة الأمن والجيش حتى يتمكن من النجاح. وشهد اليمن سلسلة من الهجمات الفتاكة منذ تولى هادي السلطة متعهدا بالقضاء على تمرد للمتشددين يتركز حتى الآن في الجنوب. وقالت المخابرات السعودية في وقت سابق من الشهر الجاري إنها أحبطت مؤامرة دبرها جناح القاعدة في اليمن لتزويد مهاجم انتحاري بنسخة مطورة من قنابل تزرع في ملابس داخلية فشل تفجير إحداها على متن طائرة كانت متجهة إلى الولاياتالمتحدة عام 2009. وقال جيريمي بيني رئيس تحرير شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلة جينز الأسبوعية المتخصصة في شؤون الدفاع إن تفجير يوم الاثنين الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بشكل غير معتاد في هجوم انتحاري واحد لم يستخدم فيه على الأرجح هذا النوع من القنابل الذي تقول مصادر أمريكية إنه من صنع المتشدد السعودي الهارب إبراهيم حسن العسيري. وقال سكان ومسؤول محلي إن ما لا يقل عن سبعة متشددين وسبعة جنود قتلوا في اشتباكات اندلعت عندما هاجم مسلحون متشددون موقعا للجيش قرب مدينة زنجبار في الجنوب اليوم الاثنين. وكان العرض العسكري مقررا يوم الثلاثاء بمناسبة ذكرى الوحدة عام 1990 بين شمال وجنوب اليمن. وأدان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون التفجير وحث اليمنيين على دعم عملية الانتقال السياسي.