ندد مجلس الشورى الاسلامي السويسري اليوم بقيام مجهولين بتدنيس قطعة ارض مخصصة لبناء مسجد في مدينة (كرنخن). وقال المتحدث الاعلامي باسم المركز لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "اننا سنقف وراء عمليات التحقيق التي بدأتها السلطات المحلية للكشف عن تداعيات هذا الحادث البشع" مشددا على ان "المجلس لن يترك الامر يضيع في غياهب التحقيق اذ نتمسك بضرورة تقديم الجناة الى العدالة". واشار الى ان "هذا الحادث وان كان عملا فرديا الا انه يوضح بعدا جديدا وصلت اليه العنصرية وكراهية المسلمين هنا" مشيرا الى ان "ما حذر منه المجلس سابقا من ضرورة مواجهة موجات العنصرية واضطهاد المسلمين اصبح يتطلب خطوات عملية من السلطات ايضا". واستطرد قائلا "لطالما تشكك البعض في اننا كمسلمين لا نحترم دولة القانون هنا في حين يوضح هذا الحادث ان هناك مجموعات اخرى هي التي لا تحترم عمدا الدستور السويسري عندما يتحدث عن حقوق المسلمين كمواطنين من ابناء هذا البلد". من ناحيتها بدأت الشرطة المحلية في مدينة (كرنخن) بشمال غرب سويسرا البحث عن شهود عيان وناشدت المواطنين الادلاء بما لديهم من معلومات عن تفاصيل الحادث للعثور على الجناة الذين قاموا بدفن خنزير مقطع في اجزاء متفرقة من المكان مع تلويث الارض ب120 لترا من دماء الخنازير وتوزيع رؤوس اربعة خنازير اخرى على امتداد مساحة الارض. وكانت وسائل اعلام محلية في المدينة قد تلقت خطابا من مجهول افادها بالحادث فابغلت على الفور السلطات المحلية. يذكر ان مشروع مسجد (كرنخن) الذي تتبناه (الجمعية الاسلامية السويسرية الالبانية) قد تعرض لمشكلات في الحصول على تصريح للبناء حيث تعمدت سلطات المدينة التابعة لحزب (الشعب) المحسوب على اليمين المتشدد تقييد تنفيذ المشروع. الا ان القائمين على الجمعية الاسلامية قد حصلوا على موافقات ببناء المشروع اذ لم يستند المعارضون الى اية اسباب وجيهة في الحصول قرار بعدم بناء المسجد حيث كان المالك الاصلي للارض قد اوضح انه لو كان يعلم بان الارض ستكون مخصصة لبناء مسجد لما باعها. وقد استندت الجمعية السويسرية الالبانية الى فتوى قانونية اكدت أنه ليس من حق البائع ان يعرف مسبقا ماذا سيفعل المشتري بالأرض بل ان سلطات ترخيص البناء هي صاحبة الحق في منح رخصة البناء من عدمه. الا ان المالك الاصلي للارض وهو من المنتمين لحزب الشعب قد حاول التأثير على قرار منح ترخيص البناء مستغلا منصبه كعضو في مجلس تلك المدينة الا ان القضاء قد حكم لصالح تمكين الجمعية من بناء مشروعها. وقد اعربت الجمعية الاسلامية السويسرية الالبانية عن استيائها الشديد من هذا الحادث مشيرة في بيان الى انها بصدد البحث عن فتوى اسلامية لكيفية التعامل مع الموقف وما اذا كانت الأرض الآن اصبحت نجسة ولا يمكن بناء مسجد فوقها ام ان هناك طريقة لتطهيرها قبل البناء. يذكر انه يوجد في سويسرا نحو 400 الف مسلم اغلبهم من البلقان وتركيا وتقول السلطات انهم مندمجون بشكل جيد في البلاد لكن تيارات اليمين المتشدد تميل دوما الى اثارة مخاوف لدى الرأي العام من المسلمين ما ادى الى وضع مادة في الدستور السويسري تحظر بناء المآذن في سابقة هي الاولى من نوعها في العالم. وتأسس مجلس الشورى الاسلامي السويسري عقب هذا الحظر عام 2009 ويقوم عليه سويسريون اعتنقوا الاسلام تمكنوا خلال فترة وجيزة من اكتساب ثقة العديد من المنظمات والجمعيات الاسلامية بسبب ادراكهم لكيفية التعامل مع الشؤون السياسية الداخلية في بلادهم