أشارت اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة يوم الاحد الى تطلع الجانبين لانهاء تصعيد في العنف بدأ الاسبوع الماضي بهجوم صاروخي على حافلة مدرسية اسرائيلية وأسفر عن مقتل 19 فلسطينيا. وقال مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات التي تتوسط بها الاممالمتحدة ومصر لرويترز ان اسرائيل وجماعات فلسطينية في غزة اتفقت على بنود لوقف اطلاق النار لانهاء أربعة أيام من الهجمات المتبادلة عبر الحدود والتي لقي خلالها 19 فلسطينيا حتفهم بين مدنيين ونشطاء. وقال المسؤول "الفصائل الفلسطينية وافقت على وقف اطلاق الصواريخ واسرائيل وافقت على وقف هجماتها على قطاع غزة." ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من اسرائيل لكن مسؤولا كبيرا لمح الى احتمال أن يكون جرى التوصل الى اتفاق ضمني. وقال المسؤول الاسرائيلي للصحفيين في تل أبيب "ما يحدث من الان فصاعدا في يد الجانب الاخر... الوضع يبدو أكثر هدوءا الان لكن لم يتضح بعد ما الذي يحدث." وأضاف المسؤول الاسرائيلي "سنحكم على الجانب الاخر على مدى الايام القليلة القادمة. سيؤثر المدى الذي تسيطر به حماس على الجماعات الاخرى على الطريقة التي نختار التصرف بها." وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ذكر في وقت سابق أن حماس تضررت بشدة خلال الايام القليلة الماضية وأن وقفا لاطلاق النار ربما يكون الوسيلة لانهاء هذا الوضع. وصرح باراك لراديو اسرائيل "اذا اوقفوا اطلاق النار على مدننا فسنوقف اطلاق النار. واذا توقفوا عن اطلاق النار بشكل عام.. سيكون امرا طيبا." وأشعل العنف -الذي اندلع منذ أن أطلق نشطاء حماس صاروخا مضادا للدبابات على حافلة مدرسية اسرائيلية مما أسفر عن اصابة فتى بجروح خطيرة- مخاوف من تصعيد أوسع نطاقا ربما يشمل توغلا بريا اسرائيليا في قطاع غزة يعيد للاذهان حرب غزة التي اندلعت في أواخر عام 2008 . ورغم تدخل مصر ومبعوث من الاممالمتحدة من وراء الكواليس للتوصل الى وقف لاطلاق النار قال مسؤولون بالشرطة والجيش الاسرائيلي ان نشطاء أطلقوا ثمانية صواريخ على الاقل على اسرائيل يوم السبت الى جانب أكثر من 120 صاروخا خلال اليومين الماضيين. ولم ترد أنباء عن وقوع ضربات جوية اسرائيلية تستهدف غزة يوم الاحد. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل سترد بشكل أكثر قوة اذا استمرت الهجمات عبر الحدود. وتابع ببداية الاجتماع الحكومي الاسبوعي "سياستنا واضحة. اذا استمرت الهجمات على المدنيين والجنود الاسرائيليين فسيكون الرد أكثر قوة." وقال أبو أحمد وهو متحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في بيان ان الحركة "وافقت على المقترح الذي تم التوافق عليه برعاية عربية وأوربية لوقف العدوان على أبناء شعبنا مع الاحتفاظ بحق الرد على أي عملية قد يرتكبها العدو بحق أبناء شعبنا سواء أكانوا مدنيين أو مقاومين." وقالت حماس أيضا انها لا تريد المزيد من التصعيد لكنها لم تصل الى حد القول انها موافقة على الهدنة. وقال سامي أبو زهري لرويترز "الفصائل الفلسطينية ليست معنية بالتصعيد والكرة الان في ملعب الاحتلال الاسرائيلي. الشعب الفلسطيني في حالة دفاع عن نفسه واذا ما توقف العدوان فمن الطبيعي أن يعود الهدوء." ويرى محللون سياسيون ان هذا التصعيد محاولة من حماس لابعاد الانظار عن المطالب الداخلية بانهاء الانقسام مع حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية. وسيطرت حماس على قطاع غزة عقب اقتتال داخلي مع قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2007 .