حملت ثلاث فتيات شقيقتهن ذات السبع سنوات وشقيقهن ذا التسع أعوام بعد أن فكوا أسرهم من داخل دهاليز سجنهم والذي كانوا يلقون بداخله شتى أنواع التعذيب بدءا من الحرق بالنار والربط بالسلال في بيت الدرج وحتى شرب الماء الحارق والمنع من النوم لفترات طويلة. حكاية واقعية ضمن حلقات مسلسل العنف الأسري التي لا تنتهي في عالمنا اليوم. ونقلا عن الزميل مناحي الشيباني بجريدة "الرياض" استمع إلى تفاصيل الحادثة من ضحاياها. تقول (خالة) الضحايا بعد أن لجأ إليها أبناء شقيقتها لإنقاذهم من ظلم زوج أمهم وعدم مبالاة والدتهم، بعد وفاة زوج شقيقتي قامت بالزواج وكان لديها خمسة أطفال أربع بنات وطفل الآن أكبرهم في سن السابعة عشرة وأصغرهم في سن السابعة وبعد سنوات قليلة من الزواج بدأ الزوج في تعذيب أبناء أختي ولم يكن لإختي أي دور في منعه ولا نعرف السبب وامتد به الأمر لسجنهم في المنزل وضربهم ومنعهم من الدراسة والأكل أحياناً واستخدامهم كخدم وكثيراً ما يقوم بالتسول بهم، وقد لجأنا لصحيفة "الرياض" لنقل معاناتنا ولكم أن تسمعوا منهم. سألنا الطفل ذا التسع سنوات تقريباً عن المدرسة وقال ببراءة، أنا لا أدرس سألناه وماذا تعمل قال: أقوم بتنظيف البيت والحمامات وغسيل الصحون وإذا رفضت ذلك تقوم زوج أمي بضربي وكيي بالنار ونزع ملابسي وقال شاهدوا هذه آثار التعذيب وهذا الماء الحارق أشربه ويقوم (بنثره) فوق جسمه وأيضاً يقوم بربطي في الدرج بالحديد عدة أيام دون أكل. الفتيات: حاولنا طلب المساعدة أكثر من مرة.. ولا مجيب من جانبها صرخت شقيقته، وكأنها تستحضر حالة الرعب اليومي الذي تعيشه، لتحكي بكلام متسارع، أني أشاهد أخي وأخواتي كل يوم يتعذبون أمامي وعندما أبكي يقوم بضربي وحرقي بالنار وربطي مثلما يربط أخواني في بيت الدرج بالسلال ويقوم بنثر الماء الحار على جسمي وعندما نزعت خالتها ملابسها وملابس شقيقها. شاهدت مصادر صحفية الكثير من آثار العنف والجروح والحروق على أجسام الطفلين في مواقع حساسة من الجسم، فيما أكدت شقيقاتهم أنهم يتعرضون لأنكل أنواع التعذيب وأن شقيقهم الصغير وشقيتهم الصغرى غالباً ما يكون سجنهم داخل دورات المياه فيما يتم ربطهن في بيت الدرج. وقلن أنهن حاولن الهرب أكثر من مرة وطلب المساعدة من الجهات المعنية لكن محاولاتهن بأت بالفشل في كل مرة حتى وصلن هذه المرة لخالتهن لطلب حمايتها فيما قالت خالتهن أنها لا تملك القدرة على توفير الحماية لهن وطالبت الجهات المعنية بتوفير الحماية لأبناء أختها وتوفير مسكن لهم وجهة تتولى رعايتهم وتوفير الأمن والصحة لهم. من جانبه أكد المهتم بشأن العنف الأسري ومدير التعاون الدولي بجامعة نايف العربية للعلوم الأمية الدكتور صقر بن محمد المقيد أن قضايا العنف الأسري من القضايا التي أصبحت تهدد أمن المجتمعات وتتسبب في كثيراً من المخاطر الأمنية على مستوى الفرد والمجتمع، وأضاف الدكتور صقر المقيد أننا في هذه القصة أمام جريمة استثنائية بعيدة كل البعد عن المجتمع السعودي، الذي يصنف ضمن أكثر المجتمعات معيارية، في العالم كنتيجة حتمية للضبط الاجتماعي الناجم عن تطبيق الشريعة وكذا الموروثات الاجتماعية، وقد تنبهت المملكة لمثل هذه القضايا والتي تعد من قضايا العنف الأسري ولعل برنامج الأمان الأسري الوطني وهو من البرامج النشطة جداً، ويحظي برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز، وصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وكذا الدكتورة مها المنيف لن يقف صامتاً أمام هذه القضية، بل سيسعى بقضه وقضيضه لتبني مشكلة هؤلاء الرياحين وإيوائهم في دور الرعاية وتوفير سبل العيش الكريم لهم خاصة وأننا في بلاد كريمة عمت مكارمها دول العالم أجمع، حيث صنفت بأنها الأولى في الرعاية الإنسانية والإغاثة على مستوى العالم.