يبدو أن طاش ما طاش 17 فقد توازنه وجانب الصواب بعد انكشاف عيوبه الفنية والإخراجية التي لم يتوقعها احد، ويبدو أن ما لدى طاقم العمل من أفكار نفدت عن بكرة أبيها مبكراً، مما جعل المؤلف يلجأ إلى سرقة أفكار جديدة، ليست عربية، بل أجنبية، حتى لا يتعرف عليه أحد، ولم يجد المؤلف ذاته حرجاً من أن يكتب اسمه على هذه الأفكار، وكأنها من بنات أفكاره، ولكن انكشفت الحقيقة بمجرد عرض المسروق، والذي أطلق عليه البعض اسم «المقتبس». وتأتي سرقة الأفكار هذه بعد عدد جيد من الحلقات، التي تناولت موضوعات مهمة وحساسة وجريئة اعتقد المشاهد معها أن طاش قررت أن تتطور وتصعد إلى آفاق رحبة غير تقليدية، وأن تلامس هموم المواطن السعودي، ولكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث، وبقيت طاش حبيسة الأفكار المحدود، والمكررة والتقليدية والمملة في غالب الأمر، والدليل أن من يشاهد الحلقات الأولى من طاش، لا يعتقد أن الحلقات الأخيرة هي امتداد لها، وأن المخرج والمؤلف لم يتغيرا. وأثبت مسلسل طاش ما طاش أن هناك أزمة أفكار حقيقية يعاني منها المسلسل العتيق، وأن هذه الأفكار هي المعضلة الكبرى التي تواجه فريق العمل، وإلا لما فتح القائمون عن العمل الباب أمام تلقي الأفكار الجديدة من القراء والمشاهدين من كل حدب وصوب. وفي حلقة «الخاتم»نسخة طبق الاصل من المسلسل الأمريكي الشهير «بريزن بريك»، ورغم ذلك كتب حازم الجريان اسمه على القصة ولم يشر إلى أن الفكرة مقتبسة من هنا أو هناك، وكأنه افترض بالمشاهد السعودي والعربي انه غير مطلع على الأعمال الأجنبية، وبالتالي فلن يكتشف أي سرقة هنا أو هناك. يضاف إلى ذلك أن جميع القائمين على هذا المسلسل لم يجدوا أي حرج في أن يستخدموا نفس المؤثرات الصوتية الموجودة في المسلسل الأمريكي، ونفس الشخصيات قاموا بتقليدها مع بعض التغييرات التي لا تذكر والتي لا تؤثر في مجرى الأحداث. ولم يكتف القائمون على هذه الحلقة بهذا الحد ، إذ وقعوا في أخطاء إخراجية كبرى، يكتشفها صغار السن قبل الكبار، وأشهرها وصول قوات الشرطة بعد ثانيتين من قيام (أبو نورة) بإطلاق النار على ناصر القصبي وفراره، وكأنها كانت متمركزة عند باب الفيلا، في انتظار إطلاق النيران، والغريب في الأمر أن رجال الأمن وصلوا في سيارتين ونزلوا إلى ناصر القصبي وبعدها أمر أحدهم الرجال الباقين بملاحقة (أبونورة) وكأنهم يعرفون القصة من البداية للنهاية (!!!).