على خطى الثنائي الأميركي مارتن لورانس وويل سميث، سار السعوديان عبدالله السدحان وناصر القصبي في حلقة السبت من «طاش ما طاش» التي تناولت قصة «بوليسية» خلافاً لما اعتاد عليه المسلسل الذي تسيطر الكوميديا بألوانها كافة على معظم حلقاته. «كوميديا الثنائي البوليسي» في تعاونهما مع أجهزة الأمن كان العمود الفقري للحلقة على الطريقة الهوليوودية، ولم يبتعد الإطار الإخراجي عن الأسلوب الأميركي في محاولة واضحة لمحاكاته. كما تقاطعت الحلقة في أفكارها وتسلسلها الدرامي مع مسلسل «بريزن بريك» وفيلم «بلو ستريك». وبلغ حد التشابه أقصاه الى درجة المحاكاة في الموسيقى وبعض المقاطع، وهو ما كان ممكناً الاستغناء عنه بموسيقى أخرى لولا أن المسلسل الأميركي سيطر على رؤية المخرج وأسلوبه. عيوب كثيرة شهدتها الحلقة في الأفكار وأسلوب التنفيذ، تناولها المتابعون بأسلوب ساخر عبر خدمة «ماسنجر بلاك بيري»، إذ انتقدوا محاولة الثنائي السعودي محاكاة حياة «السجناء» في شكل افتقر إلى الابتكار والإبداع وخرج عن حدود الواقعية. فالسجناء، مثلاً، كانوا يلعبون كرة السلة التي لا تحظى بشعبية كبيرة في السعودية... علماً انه كان في إمكان المخرج ان يجري تعديلاً بسيطاً، ويختار كرة القدم، حتى تكون الفكرة حينها أقرب الى الواقع، ولكن يبدو أن الموسيقى التصويرية التي لم تتغير لا تتناسب واللعبة الاكثر شعبية. على صعيد آخر، لجأ كاتب الحلقة إلى الاستعانة بلغة إلكترونية غير معتادة في الأفلام العربية وهي «بيتا 500» التي بدت محاولة فك رموزها سهلة جداً وبطريقة احتوت استخفافاً بالمشاهد، إذ استخدم عبدالله السدحان (الهاكر الجاهل بالأجهزة الالكترونية كما أظهرته الحلقة) يداً واحدة وبعض كبسات على لوحة المفاتيح ليفك أحد أهم برامج الحماية لمصرف مهم. والغريب أن رئيس العصابة، شديد الذكاء، «ابو نوره» انطلت عليه الحيلة في شكل ساذج. أما «بلو ستريك» فتدور قصته حول عصابة لسرقة البنوك تسرق جوهرة تسقط في ممرات التكييف ليضطر البطل (مارتن لورانس) إلى تقمص دور شرطي للبحث عنها في المبنى الذي تحول إلى مركز للشرطة بالتعاون مع زميله لوك ويلسون. وهما الشخصيتان اللتان حاول السدحان والقصيبي تقليدهما قلباً وقالباً، والجوهرة في القصة «السعودية» جاءت مقحمة إقحاماً غريباً.