يكثر الحديت في المجالس _حتى أنه يصل لدرجة الحسد _ عن المعلمين ورواتبهم ووصفهم بأنهم أكثر موظفي الدولة رواتب ومزاياوإجازات ولإولئك أقول : لقد ظلمتمونا فلسنا كما وصفتمونا وذلك للأسباب الآتية : 1 - شهادة المعلمين الدراسية لا تقبل إلا في مجال التعليم، فتضيع عليهم سنوات دون تعيين رسمي ودون تعويض عن السنوات التي ضاعت من عمرهم دون عيين أو تعيين على بند التعاقد والرواتب المقطوعة. 2 - يعين المعلم في مناطق وقرى نائية بعيدة جداً عن مقر سكنه ولا تتوافر فيها أي خدمات ، ويخدم فيها سنوات طويلة بينما غيره من الموظفين لا تمر عليهم هذه المعاناة. 3 - عين الكثير جدا من المعلمين على مستويات أقل بكثير من المستويات المستحقة لهم حسب أنظمة وزارة الخدمة المدنية، وهذا يعني أن الكثير من المعلمين سوف يتقاعدون قبل أن يصلوا ويرقوا إلى مستوياتهم المستحقة لهم نظاماً، وبذلك تضيع لهم حقوق مادية كبيرة ولا يجدون من يعوضها لهم. 4 - يكمل المعلم دراسته للحصول على شهادة دراسية أعلى بعيداً جداً عن مدينته أو في مدينته أو مدينة أخرى دون أن يحصل على تفريغ دراسي وإنما يكملها ببرنامج مسائي وهو على رأس العمل صباحاً وذلك مرهق جداً له ومع هذا لا يشمل هذا إلا عدداً قليلاً من المعلمين، وبعد إكماله الدراسة يبقى على مستواه السابق ولا يعطى المستوى المستحق له. 5- المعلم يتبع لوزارة هي الوحيدة التي تكون دائما ضد منسوبيهابأنظمتها وتعاميمها ، ومنها : أنها لا تسمح لهم بتكملة تعليمهم إلا في نطاق محدود جدا ، وشروط معقدة ( هي العدو ، والخصم ، والقاضي , والحكم ) . 6- دفع المعلمون - كل معلمي السعودية - من رواتبهم (قطة) 500 ريال من كل واحد وبعضهم أكثر (احسبوها على عدد معلمي المملكة كم تصير ؟!) قيمة الحواسيب اللآلية لمدارسهم عام 1419ه ولا زالت أعمالهم ورقية إلى الآن . 7- المعلم يدفع قيمة الورق ، والحبر ، والوسائل ، وصيانة آلات التصوير والطباعة ،والعمال في مدرسته . 8- المعلم هو الموظف الوحيد الذي يستمر عمله خارج مقر عمله _ في البيت _ وذلك بتحضيره للدروس ، ووضع الأسئلة ، وعمل الوسائل اللازمة للدروس . 9- المعلم يداوم شهر كامل بعد بدء إجازة الطلبة دون أي عمل ، وهذه تكون معاناتها أشد لمن هم خارج مدنهم خصوصا لمن هم في القرى النائية ، وهناك من سيقول أنه ليس دوام بل مجرد توقيع . نعم هو كذلك ولكنه يبقى (أقامة جبرية) . 10 المعلم هو الوحيد الذي أتهم _ظلما وزورا _ بتغذية الإرهاب . فإذا كان الكثير من الناس - للأسف - يصفوننا كمعلمين بأننا أفضل الموظفين وبأننا أخذنا أكثر من غيرنا، فلهم أقول : بأننا لم نحصل على حقوقنا المستحقة لنا مادياً ومعنوياً، والكثير من الموظفين أفضل منا، ولا أقول ذلك جزافاً وإنما أثبت له بالأدلة المادية والمنطقية : 1 - السواد الأعظم من المعلمين يحملون شهادات أعلى من شهادات موظفي الدولة ( مدنيين وعسكريين حتى الضباط منهم ) وموظفي الشركات والبنوك والقطاعات الأخرى. 2 - لماذا لا يساوى المعلم بمن هم مثل شهادته الدراسية من موظفي القطاعات الأخرى مثل: الشركات (الكهرباء، الاتصالات، شركات سابك.. وغيرها). البنوك ، فموظفو هذه القطاعات رواتبهم عالية مقارنة بالمعلم، وكذلك يصرف لهم بدل سكن، وتأمين صحي وعلاج مجاني في مستشفيات راقية ومتقدمة، ومكافأة نهاية الخدمة لهذه القطاعات تحسب بالملايين للموظف، بينما المعلم لا تتعدى مكافأة نهاية خدمته مائة ألف ريال. 3 - لماذا لا يساوى المعلم بمن هم مثل شهادته الدراسية من موظفي القطاعات العسكرية (الضباط)، حيث الرواتب العالية، والعلاج المجاني في أرقى المستشفيات، وتوفر الأندية الرياضية والثقافية لهم بينما لا يتوافر شيء من هذا للمعلم. أما بالنسبة للعمل فالكل يعمل حسب اختصاصه ومجال عمله، ولكن الفرق بين عمل المعلم وغيره هو الوقت، فالمعلم محاسب على تأخيره عن عمله بالدقيقة، فهو لا يستطيع أن يتأخر عن حصته أكثر من دقائق قليلة جداً، بينما غيره من الموظفين فيتأخر بالساعات، هذا غير التأخر عن الدوام ، و(الفركات) من العمل أثناء الدوام أو قبل نهايته، دون أن يجد من يردعه أو يحاسبه، وهذا عكس المعلم تماماً، والدليل: اسألوا أنفسكم: من منكم زار مدرسة ابنه يوماً ولم يجد معلماً في فصله؟ ولكن كم من موظف بحثت عنه في مكتبه والمكاتب الأخرى ولم تجده؟ واسألوا أنفسكم أيضاً: كم من معلم أخر المنهج الدراسي لابنك ولم ينهه في وقته المحدد؟ وبالمقابل كم من موظف أخر معاملة بسيطة لك _كمواطن _ ولم ينهها إلا بعد عناء ومدة طويلة. * رقي ، وتقدم كل أمة يقاس بتمييزها ،وتكريمها لمعلميها ، وإعطائهم حقوقهم كاملة .