إن الألعاب النارية لها أضرار خطيرة على الأفراد و الأسر و المجتمعات , فهي ألعاب ارتبط اسمها بالنار , و هي ألعاب تنشط في المناسبات , وخاصة في مواسم الأعياد تلك المناسبات الجميلة التي تحمل معها تباشير الفرح والسعادة والسرور على القلوب ، وفد تقلب هذه الألعاب النارية تلك الأفراح و المناسبات الجميلة ألاما و أحزانا لا قدر الله على كثير من الأسر و الآباء الذين يبحثون عن سعادة أبنائهم في المخاطر , وضرر الآخرين في شراء تلك الألعاب النارية التي تحدث أضرارا بالغة في الأبناء الأسر , أو تسبب الحرائق في المساكن وغيرها , و يبادرون إلى تحقيق رغبات أبنائهم الذين لا يدركون عواقب الأمور , فتحرق تلك الألعاب الفرحة , وتطفئ شموع العيد و البسمة لا قدر الله , و ينجم عنها الأضرار الصحية على الأفراد و الأسر و الأضرار الاقتصادية إذ هي تبذير للمال الذي نهى عنه الإسلام , و ينجم عنها أضرار اجتماعية كإيذاء الناس , فيتسبب في العداوة و البغضاء بين المسلمين . و إننا نخاطب الآباء أولا الذين يمثلون القدوة الحسنة, بعدم شراء هذه الألعاب, و يحذرون الأولاد من مخاطر هذه الألعاب, وألا يساعدوهم في الحصول عليها. فهذه الألعاب النارية تعتبر من إلقاء الأيدي إلى التهلكة الذي نهى الله عنه حيث يقول الله تعالى: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) سورة البقرة ( 195 ) , و هي إسراف للمال . و لو علم الآباء أنه لو وضعت هذه الأموال في أعمال خير كبر و صدقة وغيرها لكان خيرا لهم , و نخاطب ثانيا تلك الفئة من المجتمع التي تبيع هذه المفرقعات على حساب صحة الآخرين , و الإضرار بالناس بحثا عن المال بطرق غير سليمة , و ننصحهم بالابتعاد عن هذه التجارة التي خلفت وراءها المآسي و الأحزان , و التي إن كان دخلها قليلا يذكر إلا أن مخاطرها و عواقبها كثيرة لا تعد و لا تحصر . و من الغريب أننا نسمع , ونرى كل سنة أضرار الألعاب النارية , و نقرأ المقالات التي تتناول الألعاب النارية و عواقبها و أثارها الناتجة عن لعب الأطفال والشباب بها ، ومع ذلك لا يرتدع من الناس إلا القليل , لذلك ينبغي على المجتمع تكاتف الجهود والتعاون على البر و التقوى , و الحرص على التناصح , و توعية المجتمع عامة صغارا و كبارا , و تحذيرهم من السلوكيات الخاطئة حتى ننشئ أجيالا فاضلة .