لطالما لعب شكل الإنسان وهيئته دور مهم في حياتنا الاجتماعية والعملية، بل يعتبر هو الأساس المتين للتعبير عن وضع الشخص المادي والنفسي فكلما ظهر الشخص بمظهر أكثر أناقة كلما دل ذلك على وضع مادي ونفسي ممتاز,بل أن كثير من الناس تستخدم الشكل مفتاحاً للوصول لغايات معينة. اذ أن المظهر الذي نكون عليه يعتبر المغناطيس الذي يشد الآخرين إلينا أو ينفرهم، وكثيراً من الناس تعتمد على المظهر والانطباع الأول لتكوين علاقاتهم . بالآخرين و حتى لمجرد التواصل اليومي البسيط . وأتذكر ذات مساء جلست أما شاشة التلفزيون لمتابعة برنامج الدكتور فيل ( Dr. Phil ) الشهير والذي كان محتواه ظهور ابنه في السوق بمظهر بشع ويطلب من الناس مساعدته لوصف مكان ما ومن ثم يعود مره أخرى ليظهر بمظهر براق جذاب وفي الحالتين يتم إحصاء من ساعدوه وكانت النتيجة أن عدد الناس الذين ساعدوه في المرة الثانية أكثر من المرة الأولى حيث كان العدد لا يذكر,ومن هنا نستنج أن الشكل قد يحدد كثيراً من الفرص المتعلقة بالمستقبل من وظائف أو غيرها . وفي دراسة أخرى أجريت في نفس المجال ولكن بطريقة مختلفة وجدت نفس النتيجة حيث تم تغير وجه رجل لوجه بشع مليء بما يشبه الفطريات والأمراض الجلدية وترك الرجل في باص لندن الشهير لساعات طويلة وترك الكرسي جانبه خاليا ولوحظ بعدها أن أحدا لم يجلس بجانبه إلا في الأوقات التى لم يكن فيها مكان آخر. ومن هنا نستنتج أن مغناطيس الشكل قوي وفتاك لأبعد الحدود يجذبنا بقوة ويشدنا إلى ما لا نراه من حقائق وراء المظهر البراق اللامع ودائما ما ننسى أو نتناسى أن المظاهر خداعة وما هي إلا أفخاخ تنصب لنا لكي نقع في ما لا يرغب احد الوقوع فيه ,لذلك كان حرياً بنا القول أن البساطة والتبسط والصراحة في القول هي من طبائع الشخص الذي لا يملك مغناطيسية الشكل وإنما يملك مغناطيسية الشخصية. رؤى صبري