لا ادري ماذا يجني البعض عندما يلح في سؤال الآخرين عن أدق خصوصياتهم ويحشر انفه في مالا يعنيه بل أن بعضهم ينعتون الإجابة بالكذب ,الكذب الذي يحافظ فيه البعض منا على خصوصيته وعدم كشف مساحة السرية والكتمان التي يحتفظ بها لنفسه ، وأكاد أصاب بالحيرة لعدم معرفتي بغرض هذا البعض من كثرة السؤال والتحقيق الذي يوجهونه للآخرين على مدار الساعة كما شكت لي كثيرات من زميلات الدراسة والعمل ،وهذا يحدث في الوسط الاجتماعي ككل وعلى كل الأصعدة والمستويات و هل الهدف من هذا الإلحاح هو فعلا الاطمئنان على السلامة أم إشباع الرغبة في الفضول والتطفل ، والغريب في الأمر فعلا وما واجهته أنا أيضا أن البعض يسأل عن أدق التفاصيل حتى لو كانت العلاقة بيننا مجرد هز رأس كما يقولون وهذا مدعاة للتساؤل فالسؤال الدقيق من المفترض أن يكون هنا لمن يحرص عليهم السائل من الأحبة و والأهل و الأقارب ومن يخشى عليهم أما غير ذلك فقد يكون السؤال في غير محله والأسوأ أنهم يفترضون الصدق والدقة في إعطاء المعلومات كأنه واجب أو فريضة. والأسوأ من هذا وذاك هو السؤال وقت الأزمة أو المصيبة عن السبب والحدث والتاريخ والوقت وعن ماذا سوف يفعل في تلك المصيبة حتى لو كانت مصيبة وفاة أو طلاق حديث والغرض من ذلك معروف وهو تحديث آخر الأنباء والبيانات لديهم وبقائهم مطلعين على آخر التحديثات وكأن من أصابته مصيبة لا يكيفه ما أصابه ليأتي فضول الآخرين ويزيد عليه ما هو فيه ،وحين لا يرضي فضولهم تجدهم لا يخجلون من كونهم حشر يون بل يصبحوا أكثر عدائية ووحشية وغضب لان عطش الفضول يقتلهم! ومن سخرية الأقدار أن هؤلاء الفضوليون يتضايقون كثيرا إذا ما سألهم أحد أو تطفل عليهم متناسين بذلك ماجنوا به على أنفسهم ولكني صدقا أتمنى أن أعرف لماذا يسألك الآخرون ؟؟؟؟! رؤى صبري