هناك بعض الناس يحاصرون الآخرين بالسؤال عن خصوصياتهم وأدق تفاصيل حياتهم وحياة أسرهم وبإلحاح شديد. هذه الشريحة الاجتماعية المعتدية على حقوق الآخرين وحرياتهم تقوم بدور كدور ثاني أكسيد الكربون، فهي تخنق وتكتم الأنفاس. قال لي أحدهم: إن أسرار البيوت لم تعد أسرارا، بل أصبحت جِهارا حتى في ظلمة الليل.. لا تجنح للركون، بل تجدها تشتعل فتيلا وتسطع نورا يعمّ الكل. تعجبت لكلامه وقلت له اشرح لي ما تقصد.. قال لو أن شخصا ما خطب فتاة، وأخبر أحدا بهذه الخطبة ستجد الأسئلة تجوب هنا وهناك لا تهدأ. صمتُّ لبرهة وقلت له كيف؟ قال: تتناقل هذه الأسارير حتى تجدها عند هذا وذاك.. الكل ينتظر خبرا جديدا يتناقلونه فيما بينهم.. وإن لم يجدوا فيخلقوا من الحبة قبة. والمصيبة أن هناك من الرجال من يرهص في مسائل الحمل والولادة هناك رغم أنها موضوعات نسائية بامتياز لكنه داء الفضول لا يعرف حدودا ولا أدبا. لكن الصمت هو خير وسيلة نسد بها أفواه أولئك المتطفلين، فلنتجاهلهم تماما. وإن قلنا فلا نقول إلا: هداكم الله.