يحكى أن أحد ملوك الصين في قديم الزمان كان عادلاً محبوباً من شعبه يحكم بينهم بالمساواة ولايظلم عنده أحد. الا أنه كان عقيماً لايولد له ولد. فلما حانت وفاته واقترب أجله قال لمستشاريه انني أريد أن يكون خليفتي عادلاً مستقيماً لايظلم أحداً. ثم أعلن أنه يريد تعيين أحد الشباب في ولاية العهد وماعلى كل من يرغب سوى الحضور الى القصر في يوم محدد. فحضر عشرات الشباب فأعطى كل واحد منهم بذرة وقال لهم: على كل واحد أن يبذرها ويتعهدها بالسقيا وضرب للجميع موعداً لاحضار أشجارهم. وكان من بين هؤلاء شاب يتيم فلما بذر البذرة انتظر وانتظر ولكنها لم تخرج فقال لوالدته مالعمل؟؟ هل نحضر بذرة أخرى قالت له والدته: كلا فعليك بالصدق فالملك أعطاك البذرة واشترط ألاتغيرها. جاء الموعد فأحضر الشباب أشجارهم فرآها الملك ثم قال هل بقي أحد؟؟ قالوا له لا. الا غلاماً يتيماً ليس معه شيء. فقال أحضروه. فلما حضر قال الملك: أين غرسك؟؟ قال الغلام: لم تنبت يامولاي. فقال الملك: أنت الحاكم بعدي فقد أعطيتكم حصى وليس بذراً وكل هؤلاء كذابون وأنت الصادق الوحيد لأنك لم تغير أو تبدل بذرتك. يقول الحق تبارك وتعالى(( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)) ويقول الحبيب عليه السلام(( ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة...) من هنا فان عاقبة الصدق تكون حسنة لمن وفقه الله. ويجب علينا كمسلمين أن نكون صادقين مع الله ومع الناس ومع أنفسنا فنحن القدوة للبشرية جمعاء. وقفة: حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور باذن الله وتقبل الله من الجميع طاعاتهم وصالح اعمالهم.