نعم أقبل رمضان وأقبلت معه اهتمامات مختلفة ، ومرادات شتى متعددة ، فكل له في رمضان أهداف وغايات ، ومساع ومرامات ، منهم من أهدافه نبيلة فيكون الشهر الكريم حجة له وغنيمة ، ومنهم من لا يستفيد منه إلا ما يبعده من ربه ويقصيه ، قال جبريل لمحمد عليهما الصلاة والسلام قل آمين فقال آمين على من خرج رمضان ولم يغفر له فرغم أنفه ، هناك من يستقبل رمضان بهمة عالية ونفس جادة على كل خير فيضرب في كل ميدان من ميادين الخير ويغتنم كل فرصة فيخرج رمضان وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر والبعض يستقبله وكأنه موسماً للهو واللعب وضياع الأوقات وإهمال الواجبات ، والبعض يجعل من رمضان موسماً للنوم والكسل والخمول والركون إلى الدعة ولكنه أحسن وليس بحسن ممن يضيع رمضان فيما لا فائدة من ورائه بل الإثم والأوزار . متى كان رمضان موسماً للهو واللعب ؟! كرة وبلوت ، مسلسلات ومباريات ، معاكسات وتمشيات ، عذراً يا رمضان . كان السلف رضوان الله عليهم يفرون حتى من الدروس وحلقات العلم إلى قراءة القرآن والعبادة في رمضان فيا ليت بعضنا اليوم يفر إلى ما كان يفر منه السلف رضوان الله عليهم . رمضان شهر قراءة القرآن ، رمضان شهر التراويح والقيام ، رمضان شهر الصلة والإحسان ، رمضان شهر البر والتوبة والغفران ، رمضان شهر العفو والصفح والتصافي ، رمضان شهر الجود والإحسان فحوله الكثير شهراً للذنوب والعصيان ، شهراً للهو واللعب ، شهراً للفضائيات والملهيات ، شهراً لضياع الأوقات ، شهراً للأكلات والمناسبات ، والكثير يكون رمضان ضيفاً ثقيلاً عليه فينتظر خروجه ويترقب رحيله ليعود إلى ما تشتهي نفسه وتعمل قبل رمضان وكما قال أولهم فرحاً بخروج رمضان الذي كان غصة في حلقه: رمضان ولّى هاتها يا ساعي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق يقصد الخمرة والعياذ بالله ، هؤلاء هم الذين يضيقون ذرعاً برمضان ولا يريدونه لأنهم شياطين وفي رمضان تصفد شهواتهم وتقهر فلا يخلصون إليها . كان صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يفرحون بقدوم رمضان أيما يفرح فيهني بعضهم بعضاً ويعين بعضهم على الخير بعضا ، فلنقتفي سبيلهم ، ولنسلك طريقهم لنفوز ونسعد أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا أخيّ المجامع عبد الله عوبدان الصيعري