قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) الآية وهذا ما ورد في تفسير الجلالين عن قول الله تعالى . تلك الأيام { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر منه { هدى } حال هاديا من الضلالة { للناس وبينات } آيات واضحات { من الهدى } مما يهدي إلى الحق من الأحكام ومن {والفرقان } بما يفرق بين الحق والباطل {فمن شهد } حضر { منكم الشهر فليصمه } . وورد في صحيح أبن خزيمة في باب فضائل شهر رمضان عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال ( أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير ان ينتقص من أجره شيء قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له واعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لا غنى بكم عنها فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة ) صحيح أبن خزيمة . وحتى ما احل الله من متع بين الزوجين حرم في نهار رمضان وحلل في ليله وحرم على المعتكفين في المساجد وفوق ما ورد وذكرت جزء يسير منه في فضل رمضان ومكانة هذا الشهر العظيم عند الله والحث على فعل الخيرات فيه والاجتهاد بالطاعات مع الأسف الشديد نجد أصحاب وملاك الفضائحيات من المسلمين اليوم يستقبلونه بما لا يليق ويفسدون غيرهم معهم بمولاتهم للشيطان طوال العام . ويعلنون هم والقائمون عليها عن كل ابتذال وعري ومسابقات لا تجوز وبرامج ماجنة سوف يعرضونها ويقدمونها في رمضان الكريم وتشاركهم بعض الصحف إعلاناتهم على صفحاتها بلا أدنى حياء من الله ورسوله طمعا في المال . فان كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى الشباب الغير قادر على الزواج بالصوم لأنه لهم وجاء فقد قال عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) رواه الشيخان وغيرهما . أفلا يستحي أصحاب الفضائيات من إفساد الصوم المفروض في رمضان وارتكاب إثم الصائمين وأشغالهم عن الطاعة لله بالنظر الى المفاسد والعري والمجون والابتذال الذي يثير الكهول قبل الشباب والشابات وينعكس هذا على السلوك في الطرقات والأسواق في ليل رمضان إن لم يكن في نهاره أيضا . فأي حساب سوف يحاسبهم الله على ما يفعلون عدا عن أثام غيرهم التي سوف يتحملون فبالله إي عذر لله سوف يقدمون . وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري . وما إتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه ص , ب 11750 جدة 21463 فاكس 6286871