قبل أن يطأطأ قلمي رأسه حزناً على الأدب السعودي كتبت مقالاً العام الماضي بعنوان " الفكر الجديد والأبواب المفتوحة في معرض الكتاب" وذكرت أن معرض الكتاب أصبح أرضاً مفتوحة لكل سائمه ترعى بأدبياتها دخيله على الأدب والفكر النزيه ..! بعدما طردوا من قبل الوراقين ومطابع الشرفاء وبحثوا عن رقاع يسودونها بروايات كما يصفها العوام " تسود الوجه " انصباب أحرفي هذه جاء على أثر انتقاد وجهته الكاتبة الكويتية ليلي العثمان لروايات تصفها مترعة بالجنس لكاتبات سعوديات كما تناقلته المواقع الالكترونية وتقول العثمان على حد تعبيرها " هي روايات أخجل من قراءتها " لما تحمل من انحطاط في الأدب ..! لست من الذين يسعون لوأد الأدب الأنثوي ولا من الذين يكرهون ولادته في الساحة الأدبية بل لا بد من الدفاع عن المرأة والأديبة العفيفة التي حملة الدعوة والأدب وهن على وهن ..! و لم تكن المرأة السعودية تعيش في حياتها بوجهين , وجه تغطيه بخمار وآخر تعرضه مكشوفاً على أغلفت الروايات ...! و إن ما ذكرته الكاتبة الكويتية ليس النمط العام للمرأة أو الأديبة السعودية بل هو لفتيات لا يعدوا تصرفهن " مراهق " خرجن عن عباءة الرقيب ..! بل أستطيع أن أصفهن بأنهن ضحايا للتيار اللبرالي والذي يقوم بدوره بالتطبيل لتلك الروايات والسعي في نشرها ..! لماذا ..؟ أي شريحة مستهدفة في هذا المشروع ..؟ المرأة التي يسعون لإبراز عينات نسويه أمامها حتى يوقعوها بشباك حب المطالعة أو الرغبة بالتقليد ..! وإن هذا الانزلاق الأخلاقي الذي انتقدته الكاتبة الكويتية لا ينسب إلا لكل ساقطة لا تمثل إلا نفسها , كما أن هذا المشروع التغريبي الذي يسعى لتأسيسه بعض كتاب الصحف لا بد أن يعود بخفي حنين فهم وراء المطالبات لمثل هذه المعارض حتى يمرروا داخل المجتمع تلك الكتب التي لا يستطيعون طباعتها داخل البلاد , بل يسعون لاختراق العقل المراهق بهذه الروايات بأقلام نسويه لتهييج الغرائز النائمة ..! لا تتعجب من نساء كيف وصلن إلى مستوى التعبير شبه الصريح , هذه الحالة استطيع أن أصفها بالهوس لنساء يعشن مرحلة التمرد على الذات وعلى الآخر الذي ربما أصفه بعض الأحيان بالذكر ...! إن طغيان الجنس في أدبيات بعض النساء ليس لرفع عدد المبيع لتلك الروايات أحياناً ..! بل هو دليل على ضمور القيم لدى تلك الروائيات وهذه لغة كل من ينتمي أو يتبنى الفكر اللبرالي الوضيع , فعلى سبيل المثال تقول الكاتبة نوال السعداوي في عبارة صريحة لها على شبكات الإنترنت " أنها مخنوقة من الجو الجنسي في مصر ..! إلا أن المجتمع المصري نفرها بسبب فكرها ورواياتها المنحرفة والتي منها " المرأة والجنس " هذه هي أدبياتهم وهذه لغتهم . لم تأتي خواطر تلك النساء من لحظة فراغ محشوة بوساوس شيطانية ولم تكرع تلك روايات من نهر الأدب بل هي غرف من بئر معطل ترمى به الفضلات ومهما بلغ فإنه يحمل الخبث ولا يطهر , و إن التيار اللبرالي لا يعرف الأدب ومتى عرفة ..! وتلك الروايات لا تمت بصلة للأدب بل هي تصوير لواقع هم يعشونه بأشخاصهم بعقول تأن من الأوهام والوساوس وليس تصوراً حقيقياً لواقع المجتمع وهذا الريبورتاج تمخض عن حالة اكتئابية يعيشها بعض الكتاب والكاتبات السعوديات ..! فهم يكتسبون بلغة الجنس أو التلميح حوله شيء يعينهم على نصب الحياة التي تعايشوا بها .. بقلم: عبدالله بن قاسم العنزي