هل المطلوب من معلمي المدارس تنجيح الراسبين لكي يحموا أنفسهم من غضب الطلاب ؟ إن فعلوا ذلك ، سوف يحصلون على الثناء العطر في منتديات النت وعلى جداريات المدارس وفي نفس الوقت يحموا أجسادهم من العنف وسياراتهم من التهشيم . أنا متأكد أن البعض يطبق هذا الإحتراز من باب ( أبعد عن الشر ) ومتأكد أن هذا الحال سوف يصبح ظاهرة خطيرة إن لم نلتفت له خاصة أنه إمتد إلى الجامعات . ففيها تبدأ ملامحه قبل الإختبارات بالرجاء والدعاء في رسائل الجوال والإيميل وتتبدل لهجته بعد ظهور النتائج بالشتائم والكلمات البذيئة. وإذا تصفحنا المنتديات سوف نجد أسماء الممدوحين لأنهم يوزعون الإمتياز، وبالمقابل سوف نرى السباب والشتائم على آخرين لأنهم لم يوزعوا النجاح . عندما يحتل العنف في مدارسنا عناوين صحف الأسبوع الماضي فلابد أن نخرج عنف ما بعد الإختبارات عن بقية أشكال العنف . فهناك عنف يقوم به الطلاب نتيجة لسوء تعامل بعض المعلمين معهم وهو أمر لابد أن تلتفت إليه الجهات التعليمية . ولكن يبدو أننا لا نعرف سبب عنف ما بعد نتائج الإختبارات حتى الآن ، أو لا أحد يريد أن يفتح ملفه . فعدم النجاح لا يعد سبباً كافياً للسلوك العدواني والتظاهر خارج أسوار المدارس خاصة أنه يخرج إلى السطح أثتاء الإختبارات وبعد ظهور النتائج. وهو في جميع الأحوال يعد مؤشراً لوجود خلل كبير إما في العملية التعليمية ( المعلم والمنهج ) أو في المجتمع ( التربية ) إذا أستثنينا من حوادث عنف الإختبارات شغب 300 طالبة داخل المدرسة 17 المتوسطة بمكة المكرمة ومحاولتهن الاعتداء على وكيلة المدرسة بسبب سوء التعامل ، كان حادث إحراق 3 طلاب لكنترول الامتحانات بمدرسة الحشرج المتوسطة هو بمثابة الدليل على وجود هذه الظاهرة الخطيرة بعد أن أتلفوا اجهزة الكمبيوتر التي بها النتائج واحرقوا أوراقاً لم يتم تصحيحها . فالسبب الظاهر أمام الناس هو إجبار المدرسة على إعادة إختبارات المواد التي حصلوا فيها على درجات متدنية ، ولكن في واقع الأمر يعد هذا السلوك نتيجة لشيئ ما لا نعرفه رغم تعبير الطلاب عنه في الشارع العام كما جاء في الملصقات التي وضعوها على سياراتهم في جدة بعد خروجهم من صالات الإختبار الأسبوع الماضي . لابد أن لا نفكر في العقاب لأنه لا يحقق إلا نتيجة واحدة وهي نسيان علاج الظاهرة . لذلك أخشى إن تركناها بدون تدارك أسبابها المخفية سوف يضطر المعلمون والمعلمات إلى الدخول في إنتخابات غير شريفة للحصول على رضا الطلاب . فيخاطبون طلابهم كما يخاطب المرشح الأمريكي الناخبين اليهود : كل ما تريدونه سوف أحققه لكم ! وعندئذ سوف يزداد هذا العنف ويخرج إلى الشارع وهو يحمل عنوانين : الأول ، شهادات نجاح على الورق . والثاني ، العنف وسيلة ضغط