في هذه الأيام أعلنت وزارة التربية والتعليم استمرار الدراسة للمرحلة الابتدائية حتى نهاية الفصل الأول، وتخصيص الحصتين الأخيرتين للطلاب والطالبات غير المتقنين للمهارات التي تم تقويمها وتقييمها في الفترتين الأولى والثانية. مما يعني ضمنيا أن الطلاب المتقنين يمكن لهم الغياب خلال هذه الفترة !. ومما يعني – أيضا – أن المعلمين باستطاعتهم جعل كل الطلاب متقنين!. ولا شك أن هذه القرار لاقى نوعا من الاعتراض وعدم الرضا من قبل المعلمين أولا، لأنهم يدركون أو هم وصلوا إلى قناعة أن التقويم المستمر إنما المراد منه هو (تنجيح الطالب) أيا كان مستواه، وأن الحرص والاجتهاد في فرز مستويات الطلاب إنما هو جهد ضائع، وأن تنجيح الطلاب طريق لتريح ( البال ) والخلاص من (حنّةِ أهل الطالب)، ومن متابعة ( مدير المدرسة والمشرفين من بعده ). وثانيا من قبل ذوي الطالب لأنهم وجدوا في التقويم المستمر راحة ليس بعدها راحة من قلق الامتحانات ووجع الرأس بمتابعة الأبناء لعشرة أيام أو تزيد قليلا، على الرغم من التقويم المستمر في الجهد المبذول والمتابعة المستمرة أكثر كُلفة من الامتحانات، ويعرف ذلك من يخلص في متابعة أبنائه أولا بأول . وكنت قبل عام - تقريبا - كتبت عن أهمية تعديل التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية، وأن وضع اختبارات تشخيصية يعدها الإشراف التربوي ( قسم الصفوف الأولية ) الذي ربما شعر أنه في استراحة هذه الأيام بانتهاء التكاليف والمتابعات بناء على أن كثيرا من المدارس قامت بتوزيع ورقة تقويم الفترة الثانية. إن إضافة الاختبارات التشخيصية في هذين الأسبوعين سيكون عملا مجديا إلى حد كبير، اختبارات تشخيصية تساعدنا على كشف مواطن الإتقان ومواطن الضعف لدى الطالب، وهذه الفكرة ستبرز إلى حد كبير، جدية المعلم وعمله ، وستشف عن أثر الأسرة ودورها في ذلك. هدفها قياس أثر التقويم المستمر في تحصيل الطالب المعرفي والمهاري والسلوكي. وهذه الاختبارات لا تُعنى برسوب الطالب أو نجاحه، بقدر ما تعنى بقياس ما اكتسبه وما تعلمه، وبعدها نضع أيدينا على مدى جودة التعليم المستمر. هذا الاختبارات يكون المسؤول عنها الإشراف التربوي ممثلا بالمشرف التربوي، وفق معايير معرفية ومهارية، درسها الطالب في الفصل الدراسي، وبواسطتها يمكن أن نحقق نجاحا جميلا في تعديل بعض الخلل الموجود في التقويم المستمر؛ الناتج عن ضعف واضح في مستوى الطالب، حتى أصبح لا يتقن مهارات التعلم الأساسية . أحمد اللهيب