حكماء الخيبة لعنة النسيان الحلقة الثانية الابتسامة خريفية والبياض لحن اجوف ارقص عليه كصخرة متأرجحة تشرق على الحضيض.... انه النسيان من حولي يتحدث اللغة الواقعية بطلاقة تخنقني ...يحاور أخوتي بهدوء وروية ولحظة...لحظة التذكر واحدة فقط: 1- الايقاع المنسي : أمرأةٌ من الشمال ...عروس بكر والحناء الطازج أحمر اللون ينحني نحو القدمين الداميتيين ليتحد.... فلسطينية الشمال صوب الشمال ..الفرس الاصيل كلما حزنت جادت بالعشق سوى الان ...تلهث على سرجها الحبيب مقتولٌ وتلهث .... هو ذا الايقاع ونغمة حقد ..نكبة وتشريد فخيمة العالم الحر عالية فوق الشمال البعيد ثم ثورة... 2- الايقاع المنسي : لم تصل الفكرة بعد ...عبق البندقية بريء من الصيغ الجاهزة وبراعم وطن تكاد تبزغ من الجرح الساخن...والغبار نشوة تأثر يدق الارض بإرادته وتحديه...لم تصل الفكرة ودم الشهيد حبر أسطورة ...كانت البداية طاهرة...هكذا هي دوماً الثورة... 3- الايقاع المنسي : من أصقاع العالممهق المزدحم بالفكر الحر المُتقد نأخذ ما نصبو اليه بيدٍ والخراب عنا باليد الاخرى...أدخلنا فلسطين العاشقة والمعشوقة كل ما يفي بتعميق جراحها لدرجة الجنون فالإغماء...على الارض سيدة الارض ..حبيبتي شعرها الزيتون أكاليل سلامٍ مبعثرة..وطوقها زهر اللوز مهمشٌ مخزون مُسربله بكرم عنب مُمزق .. لم تعد تحتمل ما جلبناه لها من لعناتٍ ظناً منا إنها تعويذات تكفل الافضل لوطن ينتظر لحظة الولادة ولإنبعاث .. 4- الايقاع المنسي : هم حلموا فنالوا فلسطينهم .. الشهداء حالمون يصعدون صوابها هي التي من نور .. إفتتحوا لنا درب الآلام والاحلام ولكننا لم نواظب ولم نثابر عليها .. فخاصمنا الحلم وجافانا .. إذ إن أخوتي ليسوا قبيلة ...لا ... هم تقدموا مع تقادم البندقية وشتات الشعارات أثناء بحثهم عن حلول سريعة لمسألة عتيقة .. فكم هم واقعيون !!! 5-الإيقاع المنسي : أوْج الموْج يدفعني نحو إحتراق إذ قاتل ومقتول إخوتي يتصارعون .. إحتراق الزيتون ..هنا الماضي يتجلى الان قبل وبعد قليل فلا حدود زمنية لقضايا وطنية إذ كان الماضي منسياً وإخوتي يقتلون الذاكرة بإقتتالاتهم يتسابقون فمن منهم يصل اولاً الى ماضٍ جديد يرتاحون فيه جميعاً ويزيل عنهم ما علق بهم من دماءٍ محرمة ليتفاجئو مع الاسترخاء أنها ليست هنا تلك التي أحببناها وعشقناها فلسطين التي من شدة ما حلمنا بها أحترقناها... النسيان لا يعني زوال الظل الماضي .. بل هو اللعنة التي تطاردنا اينما حللنا ووقوعنا في نفس الحفر والأخطاء وإراقة الدماء ... وحدها ملاحقة الماضي والتصالح معه من أجل محاورته وفهمه تكفل نهوضنا وتقدمنا نحو مستقبل نعتز فيه بماضٍ يمدنا بإسطورة تحتوي كل تناقضاتنا وتذكي جذوتنا الوطنية وتقودنا نحو ما نطمح اليه علَّ السماء ترضى عنا والشهداء..... الاسير باسم الخندقجي عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني سجن جلبوعالمركزي