بداية أبدا مقالتي هذه بتعريف القراء الأعزاء بموجز بسيط عن مدينة نابلس هذه المدينة العريقة والتي تعتبر ثاني أقدم مدن العالم بعد مدينة أريحا إن مدينة نابلس تقع بين جبلين من الشمال جبل عيبال ومن الجنوب جبل جرزيم ويسكن فيها اصغر طائفة بالعالم وهم السامريون الذين يعتبرون إن جبل عيبال هو جبل اللعنة وهو محرم عليهم سكناه،تعتقد الطائفة السامرية إن جبل جرزيم يوجد فيه الهيكل المقدس لديهم الذي بناه سيدنا سليمان وفي الحروب الصليبية ساعد السامريون القائد صلاح الدين الأيوبي على تحرير المدينة من أيدي الصليبيين عبر نفق من جبل الطور يصل إلى المدينة،تشتهر نابلس في صناعة الصابون النابلسي و زيت الزيتون والكنافة النابلسية المشهورة في العالم ولقد سماها الرحالة ابن بطوطة دمشق الصغرى حيث قال عن أهلها أنهم أناس طيبون لدرجة إن بيوتهم ومساجدهم لا تغلق أمام الضيف لقد ذكرتني بدمشق وهي حقا دمشق الصغرى،ويوجد في مدينة نابلس مقبرة خصصت لشهداء الجيش العراقي الباسل الذي اشترك في معارك 1948 ويقوم أهل المدينة بإحياء هذه الذكرى سنويا وبوضع أكاليل الزهور على قبورهم،لقد تعرضت نابلس "شكيم سابقا" إلى السبي البابلي والآشوري واحتلها الاسكندر المقدوني والرومان نابلس ورد و مكان الحلقة الثانية الأصيل وقت المدينة البعيدة التي تستعد جيدا لنصب فخ الشوق إليها ... الأصيل ... شارع تحييه شجرة واحدة فقط ... ولا أحد سوى أنا و القلب و صوت فريد الأطرش _ حكاية غرامي _ و كرسي خشبية عتيقة عتق مبكر الصوت ... ولا أحد في وقت الأصيل سواي في مدينة بعيدة ذات جبلين ... التي بجبلين تقف بكامل أناقتها و أشجارها و شوارعها و قناطرها العتيقة ... تقف لأرتجف أنا دون قدرة لتسلق جبل من أجل الانتحار أو التدحرج !! إنها المدينة بكامل زينتها في وقت الأصيل تمنحني الجرح و الصمت الأزلي الذي لا يحتوي سوى كلمات تفضل البقاء في الظل السري للطفولة ... كلماتي تخشى المدينة .... و سطوة الذاكرة و وطأتها لا تزيد الكلمات سوى صمت أعمق ... يذبحني ... يحرقني ... ثم ينثرني خائبا في طريق عودتي إلى هنا حيث الغربة الحديدية و نزق صيفي لا يرحم ... إنه الأصيل يا بعيدتي ... يا التي لا تحبذ الحب الدائم ... أيها المؤقتة الكبرى بأهلك المجانين تحترفين بقائك عرجاء عارية من الحميمة ... و أغنية في الأصيل : هات لي حب لحوح سريه على غفلة من المدينة المرهقة ... أغنية : اللهاث للورد المزدان على نافذتك ... أفق يتسع لنا الاثنين ... لحب على عجل يتجلى من الجسدين ... هات من الشجرة صمودا ... و إن كان مؤقتا و أكمل عشقي ... بعيدا عن أنظار اللحظات المقيتة ... أغنية : لو أنك باق لمنحتك المزيد لأهديتك و طنا سريا ... عشقا أزليا ... لو أنك على قدر من الصبر و الحكمة لكشفت لك أسرار أحلامك ... و للمستك بقدسية ... لعطرتك بتمردي ... و لكن ... لست لي ولا أنا لك ... لا أقل ولا أكثر ... أغنية : في الركن العتيق ... حب لا يتجاوز الوردة ... توطئة لوجع قادم سينجلي مع احتمالات قد تتجاوز الوردتين ... في الركن الضيق ... اشتهاء هنيهي ... لكرم عنب و طني ... و لو أن القطرة الأخيرة لك ... لأجبرتك على البقاء الندي ... و لكنك مجرد قبل ... لا أقل ولا أكثر ... القبل ... مقدمات الجرح العتيق الذي سيصل بعد قليل ... تخلع بلدتي العتيقة قناطرها ... و أزقتها و بيوتها المتراصة ... تخلع خوفا عنها و تأتيني بجبلين مكتنزين غضبا و نارا ... أقف على جبل اللعنة و النار مبتهلا : إنه الأعلى حلما و حبا ... هو الأجمل ... و أتمثل متدحرجا حيث الخربشة الأولى على جسدك لم تزل تذكرني بكرهي و حبي لك ... و جنوني بك في نيسان ... في العشق ... حتى حيفا اختارت نيسان موعدا للهزيمة ... فكم من حيفا تسكنني بمقدار ما هي ذات الجبلين بعيدة ... آه كم تسكنني و تسكنني و تسكنني ... حيفا و كرمل بكبرياء لا يرحمني ... و لا يرحمني ... و لا يرديني عشقا على شاطئ " حيفاي " في نيسان ... لا يقل الشوق و لا يزداد فالملتبس و المختل و المتخبط و اللا لون في جوقة واحدة داخل حفل هذياني ... بعشق ندي ... تعالي يا كلماتي ... يا ربه متوجة بتمرد و نور و نار ... و حطي علي بدفء في سماء ذات الجبلين ... و منها ... من هناك هات لي حبا ... آه يا مدينتي " أنا " في أواخر نيسان شحيح الكلام ... أرافقك " أنت " إلى أعال منسية من شعر و نثر قائلة لي : " أنظر هنا ... حيث هذه الشامة أنصب خيمتك و تجاهل خيبتك لهنيهة حب الأعالي ... هنا ... أنا التي أخذك كما يشاء قلبي و لا هم لك أنت في السقوط ... فقط كني لأكون وطنك للأبد ... " شاماتك ... جنون الوصف بالموصوف .. شلل يقضي إلى : الجبال في وطني أشلاء متناثرة تهبني نعمة السقوط لأتعلم لا نقمة التسلق لأخسر ... خذيني إذن ... التحاما لأمنحك حلما أزليا من ورد و نثر ... فأنا النثر و المنثور على جسدك ... ألملمني حرفا حرفا ... و أعيد ضياعي إلى ضياعي لأتجدد ... لأعشقك أكثر ... لأكنك وطن صغير من عاشقين و قمر ... و شجرة من أجل الخلود عشقا ... الأسير باسم الخندقجي عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني