اكثر من ثمان مئة وخمسين ألف شخص قد دفنوا حتى الآن في المقبرة المنسية، حيث ينتهي الفقراء والمجهولون في نيويورك. وتعتبر هذه المقبرة والمقامة فوق جزيرة "هارت" الصغيرة "ميل مربع تقريباً" قبالة "برونكس" في "لونغ أيلاند" أكبر مقبرة حكومية في العالم . ويتم فيها دفن الأموات الذين يعجز أقاربهم عن دفع تكاليف الدفن وأولئك الذين لا يتقدم أحد للتعرف على جثثهم في المستشفيات بالإضافة للأطفال الذين يولدون ميتين والأجنة الذين تتخلص منهم أمهاتهم لسبب أو لآخر. وتقوم مصلحة السجون أربع مرات في الأسبوع باقتياد المسجونين المحكومين بالأشغال الشاقة للقيام بمهمة دفن الجثث المتكدسة في براد المقبرة داخل مقابر جماعية. وفي العام الماضي وحده تم دفن 1146 شخصاً في هذه المقبرة. في الأسبوع الماضي كان مستقبل هذه المقبرة الموضوع الرئيسي أمام لجنة حكومية مختصة، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات والشكاوى من طريقة إدارة هذه المقبرة، التي يمنع الناس من الوصول إليها إلا بعد الحصول على تصريح وبشروط بالغة التعقيد، بل ان منع الزيارة يشمل أقارب المتوفى أيضاً وكل من يخالف يعرّ.ض نفسه للسجن لمدة عامين. ويطالب الكثير من المنظمات الحقوقية بفتح أبواب المقبرة التي توصف بأنها أكبر سجن للأموات في العالم أمام الراغبين في زيارتها. ميليندا هانت المتحدثة باسم إحدى هذه المنظمات تقول إن الجهات المختصة تنتهك أبسط حقوق الإنسان، وهي حقه في زيارة قبر من يحب. لكن الجهة المشرفة على المقبرة تتذرع في تبرير المنع بعدم وجود حمامات عمومية ومياه للشرب في المقبرة أو بالقرب منها.