مضى 40 يوما على كارثة سيول جدة، والغموض لا يزال يخيم على مصير مقبرة كيلو 6 في حي الجامعة 2، التي جرفتها السيول وأطاح بسور المقبرة ونبش جثثها وتساقطت الأشجار وتجمعت في المقبرة وتركتها مرتعا للكلاب والقطط. واشتكى ل «عكاظ»، التي رصدت حال المقبرة أمس، حال المكان الذي يدفن فيه موتاهم، مشيرين إلى أنها باتت في العراء، كاشفين عن مخاوفهم من اقتحام القطط والكلاب الضالة لها وانتهاك حرمة قبور الموتى. وأشاروا إلى أن السيل فتحها على الغارب، وأصبح بإمكان أي كان دخولها، فيما لا تزال أجزاء أخرى من المقبرة مغطاة بالشجر وسعف النخيل الذي جرفه السيل وحطه فيها. وأعرب سعد المطيري (من سكان الحي) عن أسفه لحال المقبرة التي دفن فيها عددا من أقاربه ومحبيه في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن السيل جرف كثيرا من الجثث ورماها في العراء. وتابع: شاهدت حيوانات ضالة كثيرة حول المقبرة في الليل، وأبلغت عنها البلدية مرات عدة، لكن أحدا منهم لم يتجاوب معنا، لكن البلدية اكتفت ببدء تسوير المقبرة ووضعت فيها الأعمدة، وبنت أجزاء بسيطة منها بعد السيل ثم غادر عمالها المقبرة ولم نر أحدا منهم منذ أسبوع. وأعرب عدد من سكان الحي وأصحاب المحال التجارية عن استغرابهم من غياب الأمانة وقال كل من محسن بن حسين، محمد مصطفى، وأحمد صالح إن ترك البلدية لمهماتها في إعادة ترميم المقبرة وتركها مفتوحة، يساهم في انتهاك حرمات الموتى وتسيب في أعمال الأمانة، مطالبينها بإكمال العمل الذي بدأت فيه. من جانبه، أكد ل «عكاظ» مصدر في أمانة جدة أن الأمانة ستعمد الجهات المختصة لمباشرة العمل، وسيرفع تقرير متكامل عن المقابر التي تعرضت للأضرار، والتي يتم حاليا ترميمها، كما أن الأمانة تواصل جهودها في إطار إعادة ترميم المباني التي دمرتها سيول الأربعاء.