ينظر بعض اللبنانيين بقلق إلى الوضع على الحدود اللبنانية – السورية، ولا سيما الخطر المحدق بالمناطق التي أنجزت القوات السورية تلغيمها للحيلولة دون تسلل العسكريين والمدنيين الفارّين الى لبنان، ما يهدد حياة المواطنين من كلا البلدين والسوريين باعتبار ان الألغام زرعت في أراض متداخلة بين البلدين ، واكبها إعلان الجيش اللبناني للمرة الأولى عن تدخله لمعالجة أي خرق، في حين قالت مصادر في الأمن العام اللبناني ل"العرب اليوم إنه تم توقيف أحد أبرز المتهمين بتهريب السلاح إلى سورية. وقالت مصادر أمنية معنية ل"العرب اليوم" إن القوة الأمنية المشتركة المكلفة حماية الحدود لم تبلغ قياداتها بمثل هذه المعلومات، التي أشار إليها شهود عيان، وسط فقدان أي تأكيد رسمي لها. وخصوصًا عندما تحدث شهود عيان ومصادر إعلامية عن أن قوة مدرعة من الجيش السوري أنجزت، صباح الإثنين، زرع الألغام والأشراك في منطقة مشاريع القاع - محلة الجورة على الجهة الشرقية من الحدود، وفي منطقة وادي خالد على الحدود الشمالية، قبل أن تنسحب إلى مواقعها داخل الأراضي السورية. وصدر للمرة الأولى، منذ بدء الحديث عن أعمال التلغيم على الحدود السورية والمسارب غير الشرعية بين البلدين، عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش بيان تحدث عما يجري من دون أن يحسم أيًا من الروايات المتبادلة. وقال البيان: "كثر في الآونة الاخيرة الحديث عن تطورات تحصل على الحدود البرية مع سوريا، فتارة يتم تداول معلومات عن دخول قوات عسكرية إلى الأراضي اللبنانية ومطاردة فارين، وتارة يتم الحديث عن عمليات زرع ألغام داخل الحدود اللبنانية أو خارجها، وقد رافقت هذه المعلومات تساؤلات عن دور الجيش في هذه التطورات. وأضاف البيان انه "يهم قيادة الجيش أن توضح ما يأتي: أن وحداتها تتدخل بصورة فورية لمعالجة أي خرق إذا حصل، وهي تتابع مهماتها بدقة لجهة ضبط الحدود ومنع التهريب وتسلل المسلحين، عملا بتوجيهات السلطة السياسية، كما أنها تنسق مع الجانب السوري عند الحاجة في إطار الاتفاقات المعقودة بين البلدين، وذلك لمعالجة أي خلل أمني على الحدود المشتركة، بما يحفظ المن والاستقرار على جانبي هذه الحدود". تهريب الأسلحة وفي إشارة أخرى إلى الترابط الذي بات قائمًا بين الوضع في سورية ولبنان، كشفت مصادرفي المديرية العامة للأمن العام ل"العرب اليوم" أن وحداتها أوقفت في مطار بيروت الدولي، الأحد، أحد أبرز المتهمين بتهريب السلاح إلى سورية، وشرائه من السوق السوداء اللبنانية، وهو السوري محمد شاكر بشلح، أثناء محاولته الهروب عبر مطار بيروت الدولي، بعدما تم توقيف أحد افراد المجموعة التي يديرها، وهو السوري عمار عمر الأديب، الذي أوقف قبل 24 ساعة في المطار أيضًا. وقالت هذه المصادر إن بشلح اتخذ في الساعات التي أعقبت توقيف الأديب سلسلة من الإجراءات الاحتياطية، ما عزز الشكوك التي وضعته تحت المراقبة اللصيقة قبل أيام، قبل أن يتأكد تورطه في العملية، باعتباره أحد قادة الجماعة التي تقوم بالعمليات في بيع وتهريب السلاح، لافتة إلى أن المجموعة تضم آخرين ما زالوا طليقين.