اصيب شاب لبناني اصابة بالغة في قدمه في انفجار لغم لدى عبوره نقطة حدودية بين سوريا وشمال لبنان، وذلك بعد وقت قصير على اقدام جنود سوريين على زرع الغام في المنطقة، بحسب ما افاد مصدر طبي ومسؤول محلي وكالة فرانس برس. وقال المصدر الطبي ان “الشاب عماد خالد العويشي (27 عاما) من سكان وادي خالد الحدودية نقل الى مستشفى في عكار بعد اصابته في انفجار لغم، ما تسبب ببتر احدى قدميه”. واوضح رجل قام بنقل الشاب الى المستشفى، رافضا الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس ان اللغم انفجر على الحدود قرب قريته المجدل المحاذية لوادي الواويات حيث شوهد جنود سوريون صباحا يزرعون الالغام، وان العويشي كان يعبر الحدود قادما من الاراضي السورية. ولم يعرف سبب وجود العويشي في سوريا. وكان مسؤول محلي افاد قبل الظهر ان “جنودا سوريين زرعوا الغاما في القسم السوري من قرية وادي الواويات” المقسومة بين البلدين والمحاذية لقرية العريشات السورية وبلدة المجدل اللبنانية الواقعة في منطقة وادي خالد. وشوهدت الى جانبهم ست آليات عسكرية. واقدم الجيش السوري في 27 تشرين الاول/اكتوبر على زرع الغام عند الساتر الترابي الفاصل بين قرية هيت في محافظة حمص السورية وقريتي الكنيسة وحنيدر في وادي خالد، اي على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من المنطقة التي زرعت الغام فيها اليوم. وبعد ايام من ذلك، افادت تقارير امنية عن اقدام الجيش السوري على زرع الغام في مناطق حدودية مع البقاع في شرق لبنان. واشار الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاربعاء الى ان سوريا عمدت اخيرا الى زرع الغام على طول الحدود “لمنع التسلل والتهريب”. ومنذ منتصف تموز/يوليو، شددت القوات السورية الاجراءات الامنية على الحدود مع لبنان بحجة وقف تهريب السلاح، فيما تؤكد تقارير اخرى انها تسعى ايضا لمنع تسلل معارضين وجنود منشقين. ووقعت خلال الاشهر الماضية عمليات توغل عدة للجيش السوري في اراض لبنانية من جهتي الشمال والشرق تخللها اطلاق نار اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص. واثارت هذه العمليات انتقادات من المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق ومن دول غربية والامم المتحدة. وسبق تشديد الاجراءات على الحدود لجوء حوالى خمسة الاف سوري الى لبنان هربا من اعمال العنف التي ترافق الانتفاضة الشعبية السورية المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد والمستمرة منذ منتصف اذار/مارس. وتنتشر في منطقة وادي خالد الحدودية المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا التي تستخدم عادة في عمليات تهريب كل انواع السلع بين البلدين، والتي كانت تشكل عنصرا اساسيا في الدورة الاقتصادية والمعيسية للمناطق الحدودية قبل بدء الاضطرابات في سوريا.