دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح معارضيه الذين يطالبون منذ أشهر بإسقاطه إلى الحوار خلال شهر رمضان المبارك وحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. وقال صالح في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية بمناسبة رمضان إن "الحالة السياسية التي وصلت إليها بلادنا بكل ما أحاط ويحيط بها من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية وظروف اجتماعية بالغة الصعوبة توجب علينا جميعا العمل من أجل تجاوزها". وأضاف أنه "لا بديل عن الحوار الذي ينطلق من الثوابت الوطنية والدستور، فهو الوسيلة الحضارية التي تتبعها كل الشعوب الحرة والحية لتحقيق الإصلاح والتغيير نحو الأفضل". وأشار صالح إلى المبادرة الخليجية التي بدا ثلاث مرات من قبل أنه وافق عليها ثم تراجع عن توقيعها في اللحظات الأخيرة، وقال "نؤكد ضرورة التزام أطياف العمل السياسي بالمبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الأمن كأرضية لحل الأزمة التي تمر بها البلاد". واعتبر الرئيس اليمني أن "التغيير الذي ينشده الجميع لا يمكن الوصول إليه عن طريق العنف وبث ثقافة الحقد والكراهية وعقلية الانقلابات وحَبْك المؤامرات والدسائس والسعي للتصفيات الجسدية للمنافسين السياسيين". وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد اقترحت مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن تنص على تنحي صالح وتسليم سلطاته لنائبه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة، لكن المبادرة لم تفلح بعد رفض الرئيس التوقيع عليها. ويوجد صالح في السعودية منذ بداية يونيو/حزيران الماضي، حيث يعالج من عمليات جراحية خضع لها بعد إصابته إصابات بالغة في تفجير استهدف المسجد التابع للقصر الرئاسي في العاصمة صنعاء. من جهة أخرى بحث عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني مع السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين اليوم الأحد سبل حل الأزمة اليمنية. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" أن هادي وفايرستاين بحثا نتائج جولة جمال بن عمر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومشاوراته ولقاءاته مع مختلف الأطراف بشأن الحلول العاجلة للأزمة السياسية في اليمن. وكان بن عمر أعلن مساء الجمعة في مؤتمر صحفي بصنعاء عن قناعته بأن الحل السياسي للأزمة اليمنية ما زال ممكنا، وقال إنه يتعين على مختلف الأطراف مواصلة العمل للتوصل إلى اتفاق على كيفية الدخول في المرحلة الانتقالية. ويأتي ذلك في وقت جددت فيه قبيلة أرحب اليوم الأحد تهديدها بقصف مطار صنعاء ردا على غارات للطيران الحربي اليمني على قرى مديرية أرحب. ونسب موقع "مأرب برس" الإخباري المستقل إلى مصدر قبلي قوله إن رجال قبيلة أرحب يجهزون مدافع وآليات خاصة لضرب مطار صنعاء إذا لم تتوقف الغارات. وكانت القبيلة أعلنت الجمعة الماضي أنها ستدافع بكل الوسائل المشروعة عن أبنائها الذين قالت إنهم "يتعرضون لإبادة جماعية من قبل قوات الحرس الجمهوري" التي يقودها أحمد نجل الرئيس اليمني. وحذرت القبيلة في بيان تلاه ممثلون عنها في ساحة التغيير بصنعاء المسافرين وشركات الطيران من التعامل مع مطار العاصمة ابتداء من مساء اليوم، كي لا يتعرضوا لأي مكروه. وتم إلغاء العديد من الرحلات الدولية إلى مطار صنعاء، كما تم تغيير مسار عشرات الرحلات الداخلية والخارجية بعد تهديدات القبيلة بقصفه. يذكر أن عشرات المسلحين المنتمين لقبائل أرحب لقوا مصرعهم في الأيام القليلة الماضية نتيجة مواجهات مسلحة عنيفة تشهدها المنطقة مع قوات الحرس الجمهوري. وقد وقعت هذه المواجهات إثر محاولة عدد من العناصر المسلحة اقتحام معسكر للجيش بجبل "الصمع" القريب من مطار صنعاء الدولي.