تزايدت المخاوف من انفجار الوضع في العاصمة اليمنية صنعاء، خاصة بعد أيام من المعارك العنيفة بين قوات الجيش الموالية للنظام وقبائل أرحب، شمال العاصمة، وهي المعارك التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، مما دفع برجال القبائل إلى التهديد باستهداف مطار صنعاء الدولي الذي يقع على مرمى حجر من مناطقهم. وبادرت مجاميع قبلية مسلحة من أتباع الشيخ صادق الأحمر إلى إغلاق مداخل شوارع فرعية متاخمة لمحيط قصر الشيخ الأحمر بمديرية الحصبة شمال صنعاء وإقامة حواجز ترابية لمنع مرور السيارات وحتى الأفراد.، فيما عززت القوات الموالية للنظام من الحراسات العسكرية المفروضة على المعسكر الرئيسي لقوات الحرس الجمهوري في العاصمة. على صعيد آخر وجهت مصادر قبلية بمحافظة أبين، جنوب البلاد، اتهامات للقوات الحكومية بعرقلة تقدم القبائل لحسم المعركة التي تخوضها القبائل ضد تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة في مدينة زنجبار، مشيرة إلى أن الطيران قصف موقعاً على مشارف وادي حسان، شرق زنجبار تتجمع به القبائل، مما أدى إلى مقتل 20 شخصاً من القبائل، بالإضافة إلى مقتل وإصابة عدد من العسكريين ورجال القبائل. وأشارت المصادر القبلية إلى أن قبائل أبين حذرت السلطة من استمرارها في استهداف القبائل المؤيدة للثورة، التي تسعى لتطهير زنجبار وفك الحصار عن المدينة. من جانبه دعا الرئيس علي عبد الله صالح أمس إلى حوار مع معارضيه خلال شهر رمضان للمساعدة في حل الأزمة. وقال صالح في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية بمناسبة شهر رمضان "لا بديل عن الحوار الذي ينطلق من الثوابت الوطنية والدستور فهو الوسيلة الحضارية التي تتبعها كل الشعوب الحرة والحية لتحقيق الإصلاح والتغيير نحو الأفضل". وقال صالح في إشارة إلى المبادرة التي بدا ثلاث مرات أنه وافق عليها ثم تراجع عن توقيعها في اللحظات الأخيرة "كما نؤكد بهذه المناسبة على ضرورة التزام أطياف العمل السياسي بالمبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الأمن كأرضية لحل الأزمة التي تمر بها البلاد". وأضاف "الحالة السياسية التي وصلت إليها بلادنا بكل ما أحاط ويحيط بها من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية وظروف اجتماعية بالغة الصعوبة توجب علينا جميعا العمل من أجل تجاوزها".