جددت المعارضة اليمنية موقفها من قضية نقل السلطة في البلاد بالتأكيد على تمسكها بالمبادرة الخليجية التي تنص صراحة على نقل الرئيس علي عبدالله صالح صلاحياته إلى نائبه الحالي عبدربه منصور هادي. في غضون ذلك بدأ مجلس الأمن الدولي مناقشة مشروع قرار محتمل إصداره في غضون أيام يحث صالح على التوقيع على المبادرة. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر قدم للمجلس تقرير إحاطة حول الأوضاع في اليمن، وقال: إن المبادرة الخليجية تعثرت لعدم توقيع الرئيس صالح عليها، مضيفا: أن الوقت قد حان ليحسم اليمنيون خلافاتهم من أجل وقف نزيف الدم وتحقيق مطالب الشباب بالتغيير والإصلاح والديموقراطية وبناء الدولة المدنية، موضحا أن ذلك سيتم عبر عملية توافقية سياسية، يشارك فيها الجميع ويقودها اليمنيون بأنفسهم. وأبدى مصدر مسؤول في مكتب الرئاسة اليمنية انزعاجا لما أسماه "سوء فهم بعض السفراء والدبلوماسيين في اليمن وعدم إدراكهم حقيقة الأزمة"، قائلا: إنهم يقومون بإطلاق تصريحات بين الحين والآخر يجانبها الكثير من الدقة والصواب. وطالب المصدر المعارضة بالاقتراب والتحاور مع عبدربه هادي "بطريقة مسؤولة لإيجاد صيغة مناسبة للحل والتوافق حول المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها بعيدا عن التصعيد والأخذ والرد حول مسألة توقيع الرئيس على المبادرة، لأن الأمر قد حسم بتفويض النائب". إلى ذلك التقى وزير الخارجية، أبوبكر القربي أمس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي المعتمدين لدى اليمن، حيث جرى خلال اللقاء استعراض نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها القربي إلى أبوظبي، الرئيس الحالي لمجلس التعاون، والتي تم فيها التأكيد على تمسك الحكومة اليمنية بالمبادرة الخليجية والاستعداد للتوقيع عليها، وكذلك التأكيد على أهمية الدور الخليجي للوصول إلى حل سياسي للأزمة. على الصعيد الميداني، اشتبكت قوات تابعة للنظام في صنعاء مع قوات موالية لثورة الشباب. وأوضحت مصادر محلية أن مواجهات عنيفة شهدها حي هائل فجر أمس. كما وقعت اشتباكات عنيفة أخرى في جولة عمران بين قوات الحرس الجمهوري وقوات الفرقة الأولى مدرع. وذكرت مصادر طبية أن جنديين من جنود الفرقة الأولى مدرع أصيبا خلال ذلك القصف، وجرى نقلهما لتلقي العلاج في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا. وفي أرحب شمال العاصمة صنعاء أصيبت امرأة في قصف عنيف استهدف قرى أرحب من قبل معسكر الحرس الجمهوري في الصمع. وتعرض عدد من قرى مديرية نهم لقصف من قبل اللواء 63 المتمركز في بيت دهرة، التابع لقوات الحرس الجمهوري. أما في تعز جنوب صنعاء فقد تعرض عدد من الأحياء السكنية المجاورة لساحة الحرية لقصف من قوات الحرس الجمهوري أدى إلى إصابة 3، أحدهم حالته خطيرة. وفي سياق متصل قام مسلحون قبليون بتفجير أنبوب النفط الرئيسي في منطقتين مختلفتين بمحافظة مأرب. وذكرت مصادر محلية أن وراء عملية التفجير خلافات بين القبائل والحكومة بشأن أراض.