تصاعدت حدة الخلافات بين قوات الجيش اليمني ورجال القبائل بعد اقتراب المواجهات بين الجانبين من صنعاء وتهديد القبائل بقصف مطار العاصمة، رداً على مواصلة قوات الجيش قصف مناطق أرحب مسقط رأس الداعية الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وبروز تطور جديد أمس بعد ما رفع الشيخ صادق الأحمر من منسوب التهديدات المتبادلة مع النظام بتعهده بحرمان الرئيس علي عبدالله صالح من حكم اليمن ما دام حياً. في غضون ذلك أعلنت مصادر محلية وعسكرية أن 25 شخصاً قتلوا وجرح عشرات آخرون في معارك بين الجيش اليمني ومسلحين يعتقد أنهم أعضاء في القاعدة وأفراد قبائل في دوفس بمحافظة أبين. وقال الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد كبرى قبائل اليمن - أمام العشرات من كبار مشائخ اليمن ورجالها الذين عقدوا أمس مؤتمراً قبلياً في ساحة التغيير بصنعاء أعلن خلاله إشهار " وثيقة التحالف والنصرة لنصرة قبائل أرحب "- " لن يحكمنا علي صالح وأولاده ما حيينا"، ودعا إلى نصرة قبيلة أرحب ، معتبراً ذلك " نصرة للثورة " . وكانت ساحة التغيير في صنعاء شهدت انطلاق أكبر تجمع قبلي معارض للرئيس صالح ولنظامه تحت مسمى " تكتل قبائل اليمن" حضره كبار مشايخ اليمن وفي مقدمتهم الشيخ صادق الأحمر إضافة إلى عدد من كبار مشايخ بكيل ومذحج ، حيث أعلن في اللقاء عن وثيقة تحت مسمى " وثيقة التحالف والنصرة "، حيث أكدت قبائل اليمن التزامها بحماية الاعتصامات واعتبرت أي عدوان على أنصار الثورة هو عدوان على قبائل اليمن ، كما أكدت أن " الرد على أي عدوان واجب عيني على أبناء القبائل بالأموال الأنفس " . وكانت قوات الحرس الجمهوري قد واصلت قصف مناطق مديرية أرحب بشكل عنيف بعد يومين من معارك أشد عنفاً سقط فيها عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش ورجال القبائل. واتهم أبناء مديرية أرحب من وصفوهم ب " الأزلام المتبقين من الحرس العائلي " بقتل عدد من أسراهم والتمثيل بجثثهم ، مطالبين بمحاكمة نجل الرئيس صالح الذي يقود قوات الحرس الجمهوري ، كما حملوا نائب الرئيس عبدربه منصور هادي مسؤولية القصف الذي تتعرض له مناطقهم ، إلا أن وزارة الدفاع قالت إنها " مزاعم كاذبة واتهامات باطلة ". وكان بيان نسب إلى قبائل أرحب قد هدد بقصف مطار صنعاء الدولي رداً على الاعتداء عليهم بالقصف المدفعي والجوي المروع. سياسياً وبعد أسبوع من بقائه في البلاد، غادر صنعاء أمس، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، بعدما أجرى لقاءات مع كافة الأطراف السياسية في البلاد بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، لكنه لم يوفق في التقريب بين وجهات نظر الأطراف السياسية المتنازعة . وكان المبعوث الأممي قد حذر من انهيار وشيك للدولة في اليمن ودخولها " الحالة الصومالية ". وقالت مصادر مطلعة ل "الوطن" أن مغادرة بن عمر جاءت بعد فشله في التقريب بين وجهات النظر المتنافرة في الساحة، مشيرة إلى أنه سيعرض تقريراً على مجلس الأمن الدولي ، ومن المتوقع عودته مجدداً إلى صنعاء لاستئناف مهمته التي لقيت ترحيباً من دول مجلس التعاون الخليجي ، بالإضافة إلى مباركة أميركية وأوروبية .