شدد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي امس على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة القائمة في بلاده استنادا إلى المبادرة الخليجية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية» سبأ» عن القربي قوله خلال لقائه امس السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين «القيادة والحكومة اليمنية والمؤتمر الشعبي العام أكدوا على أهمية تبني النهج السلمي والديمقراطي كوسيلة مثلى للخروج من هذه الأزمة مع المعارضة». وأضافت الوكالة ان القربي بحث مع السفير الأميركي «مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والسبل الكفيلة بحل الأزمة الراهنة لاسيما الجهود المتواصلة لاستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية بآليتها المزمنة». وكان وزير الخارجية اليمني التقى امس أيضاً مبعوث الأممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر وتم بحث «استكمال الآلية المزمنة لتنفيذ المبادرة الخليجية». من جانبه حذر نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من ثورة للجياع في البلاد بسبب الأزمة الطاحنة المستمرة منذ عشرة اشهر عقب الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وقال هادي في لقاء له اول امس بالسيد جمال بن عمر مبعوث الاممالمتحدة وسفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي ان الشعب اليمني لم يعد قادرا على تحمل المزيد من هذه الأزمة الطاحنة التي شملت النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية حيث وصلت أضرارها إلى جميع فئات الشعب بدون استثناء. وقال «نخاف اليوم من ثورة الجياع التي أنتجتها هذه الأزمة». وأضاف «كان هناك اتفاق بعد الحادث الإجرامي لجامع الرئاسة تضمن ضرورة اخراج المليشيات والقبائل من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى وعدم قطع الطرقات والشوارع أو التعرض للبنى التحتية مثل الكهرباء وأنبوب النفط والغاز والمرافق العامة والخاصة ، كونها مرتبطة بحياة الناس اليومية، ولكن لم يتحقق من ذلك شيء». وزاد «شملت الأزمة حتى المستشفيات التي أصبحت مولداتها الكهربائية الخاصة في الكثير من الأحيان عديمة الجدوى لعدم وجود الديزل وتضرر بذلك المرضى الذين هم بحاجة إلى العناية المركزة والاطفال الخدج ومرضى الكلى وهذه حالة واحدة للمثال فقط». وأكد هادي ان المؤتمر الشعبي الحاكم قد رحب بقرار مجلس الأمن رقم 2014 وأنه سيعمل على ترجمته بكل السبل الممكنة، لافتاً إلى ان ما تبقى من المفاوضات والمناقشات مع المعارضة قد وصلت إلى مقاربات كبيرة بحدود 85% وما تبقى هو الشيء اليسير وإذا ما صدقت النوايا وتوفرت الإرادة السياسية لدى الجميع يمكن الوصول إلى حلحلة الأزمة بصورة سلمية وديمقراطية وسيكون ذلك عاملا مساعدا على تنفيذ المبادرة الخليجية بآلياتها المزمنة. وذكرت وكالة سبأ الرسمية ان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر،أكد على أهمية استكمال التسوية السياسية في اليمن فوراً، وقال «إن مجلس الأمن يراقب حدوث هذه التسوية عن كثب وبأسرع وقت ممكن». أما تكتل اللقاء المشترك المعارض فقد طالب مجلس الامن والمجتمع الدولي لتحمل مسئوليته الاخلاقية تجاه المأساة التي يعيشها نحو 24 مليون يمني، داعياً في الوقت نفسة الى اصطفاف واسع وتصعيد العمل الثوري السلمي حتى القاء القبض على الرئيس صالح واركان نظامه وتقديمهم للعدالة. وانتقدت المعارضة اليمنية الصمت العالمي ازاء ما أسمته جرائم النظام في تعز وصنعاء وارحب. وقالت في بيانها الذي صدر بعد يوم من مقتل 16 شخصا بينهم خمس نساء وثلاثة اطفال في قصف قوات صالح لمدينة تعز ان هذا الصمت: «جعل بقايا النظام تفهمه كإشارة على عدم اهتمام المجتمع الدولي بجرائمه، وهو وصمة عار في جبين كل العالم والمؤسسات الدولية المخولة بحماية الشعوب من جرائم الطغاة المستبدين».