لجأ نبيل عيوش، المخرج المغربي المثير للجدل، لأحد كبار شيوخ السلفية الذي كان محكوما عليه بالسجن لمدة 30 سنة بتهمة الإرهاب، ليجسد معه بعض الأدوار الرئيسية في مشروع فيلمه الجديد، «نجوم سيدي مومن»، الذي يتناول تفجيرات 16 مايو بالدار البيضاء. ولم يتأخر الشيخ محمد الفيزازي، الذي اعتقل على خلفية هذه الأحداث، وأطلق صراحه مؤخرا بناء على عفو ملكي، في الاستجابة لطلب عيوش، لكن ليس كممثل لأن ذلك لا يتماشى ووضعه الاعتباري كداعية إسلامي، تبعا لرواية الشيخ، الذي أسندت إليه مهمة الاشتغال في الفيلم كمستشار فني يراجع اختيار ملابس الممثلين التي تتماشى وأسلوب السلفيين الجهاديين في أدق تفاصيلها، وكذلك المساعدة في إدارة الممثلين على مستوى الحوار في رنته التعبيرية والصوتية بما ينسجم وطبيعة الشخصيات السيكولوجية، وطريقتها في توظيف القاموس اللغوي والديني الذي تستخدمه تلك الشخصيات، إضافة إلى مراجعة السيناريو من الناحية الشرعية والفكرية والإيديولوجية وهي المهمة الرئيسية المسندة إليه في هذا العمل الذي انطلق تصويره مؤخرا وسينتهي في سبتمبر المقبل. وقد أثار قبول داعية من حجم الشيخ الفيزازي، الاشتغال في السينما مع صاحب «كل ما تريده لولا»، جدلا كبيرا في صفوف الناس، وكثيرا من القيل والقال، وهو ما جعل الفيزازي يصدر بيانا يوضح فيه خلفيات إقدامه على هذه الخطوة، قائلا: «إن المخرج عيوش ارتأى أن يستعمل ممثلين جددا لا يعرفهم أحد، وجاء إلي شخصيا في مدينة طنجة يطلب مني أن أشاركه في التمثيل باعتباري مارست المسرح في شبابي البعيد، وباعتباري أحد ضحايا التفجيرات ولمعرفتي بالانتحاريين الاثنين اللذين نجيا من الهجمات واجتماعي معهما في السجن. طبعا قضية التمثيل ليست قابلة للمناقشة بأي ثمن، فمركزي الاجتماعي يجعل هذا الأمر من المستحيلات». ويضيف «تفهم عيوش الموضوع وطرح علي العمل خارج التمثيل. قال لي إنه يخشى أن يسيء إلى الإسلام والإسلاميين عن غير قصد. وبحكم أنه بعيد كل البعد عن التفاصيل داخل الحياة الإسلامية، سواء ما يتعلق منها بالنص (السيناريو) أو بالتشخيص الذي سيقوم به ممثلون لا يعرفون عن حياة الإخوة الملتزمين شيئا، فإنه قصدني من أجل الإشراف العلمي على مستوى النص ومستوى التشخيص. على أن مهمتي تخص الجانب الشرعي داخل الفيلم فقط وليس لي دخل فيما سواه من عدة جوانب من الشريط».