قالت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن كبار المسئولين الأمريكيين، إن الهاتف المحمول لمرسال أسامة بن لادن الموثوق به، والذى عثر عليه فى الغارة التى قتل فيها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة فى باكستان مطلع الشهر الماضى، يحتوى على اتصالات بإحدى الجماعات المسلحة التى ظلت لفترة طويلة على صلة بالمخابرات الباكستانية. ويشير هؤلاء المسئولون وغيرهم إلى أن بن لادن استغل جماعة "حركة المجاهدين" كجزء من شبكة دعمه داخل باكستان، لكن هذا الأمر أثار تساؤلات محيرة حول ما إذا كانت هذه الجماعة ومثيلاتها قد ساعدت فى إيواء ودعم بن لادن باسم وكالة المخابرات الباكستانية، نظراً لأن المخابرات أرشدت تلك الجماعة وسمحت لها بالعمل فى باكستان لمدة 20 عاماً على الأقل، حسبما يقول مسئولون ومحللون. واستطاع المحللون الأمريكيون من خلال تعقب المكالمات معرفة أن قادة جماعة حركات المجاهدين قد أجروا مكالمات بمسئولين فى المخابرات الباكستانية. ويوضح المسئولون الأمريكيون أن الاتصالات لم تكن بالضرورة عن أسامة بن لادن وحمايته، وأنه لا يوجد دليل دامغ على أن المخابرات الباكستانية قد وفرت الحماية لزعيم القاعدة السابق. غير أن الأرقام الموجودة على الهاتف المحمول تقدم واحدة من أكثر المبادرات إثارة فى محاولة الإجابة على سؤال ملح ومزعج لواشنطن وهو كيف كان بن لادن قادراً على العيش براحة لسنوات فى مدينة أبوت أباد، التى يسيطر عليها الجيش الباكستانى والتى تبعد مسافة ثلاث ساعات فقط بالسيارة عن العاصمة إسلام أباد. وتضيف الصحيفة أن هذا الكشف يقدم إجابة عن جزء من اللغز المتعلق بالحياة السرية لبن لادن بعد ان أفلت من القوات الأمريكية فى منطقة تورا بورا بأفغانستان قبل ما يقرب من 10 سنوات، وربما يساعد فى الإجابة على كيف ولماذا اختار بن لادن أو من وفر له الحماية أبوت أباد. ويشير محللون إلى أن جماعة حركات المجاهدين لها جذور عميقة فى المنطقة المحيطة بأبوت أباد، وأن الشبكة التى وفرتها تلك الجماعة عززت من قدرات بن لادن على العيش والعمل فى باكستان. وتتمتع قدراتها بصلات قوية بكل من القاعدة والمخابرات الباكستانية ويمكنهم التجول على نطاق واسع لأنهم باكستانيين، فى حين أن البعض الذين يمثلون قيادات فى تنظيم القاعدة لا يمكنهم فعل ذلك.