الاميركيون يتهمون ضمنيا المخابرات الباكستانية باخفاء زعيم القاعدة لسنوات وتنبيهه بتغير مكان الاختباء في كل مرة. اقامة مثيرة للهواجس الاستخباراتية واشنطن - كشف مصدر دبلوماسي أن "المرسال" الموثوق به الذي قاد، دون قصد، الاستخبارات الأميركية إلى مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، بعد مراقبة طويلة استغرقت أعواماً، هو كويتي يدعى "أبو أحمد." وكان مسؤولون أميركيون قد أشاروا، في وقت سابق، إلى أن عملية تعقب المرسال، دون تسميته، بدأت منذ عام 2007، عقب التعرف على هويته من اعترافات معتقلين في القاعدة العسكرية بخليج "غوانتانامو" في كوبا. ورصد المحللون أثناء تقييم المعتقلين المحتجزين في السجن العسكري، تكرار اسم "أبو أحمد الكويتي"، ويعتقد أنه من المقربين إلى خالد شيخ محمد، وبدوره يحمل الجنسية الكويتية، ويعتبر الأخير العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة الأميركية. ومنذ عملية تصفية بن لادن التي اضطلعت بها قوة كوماندوز أميركية، وصف مسؤولون أميركيون "أبو أحمد" كحامي كبار قيادات القاعدة، مثل خالد شيخ محمد، وأبو فرج الليبي، المعتقل هو الآخر في غوانتانامو ويعتقد أنه يحتل المرتبة الثالثة في سلم قيادات التنظيم عند اعتقاله في مايو/ أيار عام 2005. وجاء في أحد التقييمات الواردة بوثائق وزارة الدفاع الأميركية، التي نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، ذكراً ل"أبو أحمد" على أنه من كبار الذين يقدمون تسهيلات للتنظيم وأحد مساعدي محمد، و "يعمل كمرسال وفي القسم الإعلامي للقاعدة، الذي يشغل KU-10024 (في إشارة إلى محمد). وأوردت الوثائق السرية أن "أبو أحمد الكويتي" من المقربين إلى بن لادن وتنقل معه، وشوهد في "تورا بورا"، وأنه ربما الشخص الذي أشار عدد من المعتقلين إلى كان برفقته هناك قبيل فراره، والتي اختفى أثر زعيم القاعدة بعدها. وجاء ذكر "أبو أحمد" على لسان الإندونيسي رضوان عصم الدين، وهو من أعضاء القاعدة وقضاء عامين في جبهات القتال في باكستان وأفغانستان في فترة الثمانينيات. ولم يتسن التأكد من مسؤولين أميركيين بشأن هوية "المرسال"، بيد أن عدداً من العوامل تشير إلى أنه "أبو أحمد" الكويتي الذي قاد دون قصد منه الولاياتالمتحدة إلى مخبأ بن لادن، في منطقة "أبوتاباد"، شمالي العاصمة الباكستانية. كما لم يتسن التأكد إذا ما كان "أبو أحمد" متواجداً بالمجمع عندما داهمه الكوماندوز الأميركيون في عملية انتهت بتصفية بن لادن برصاصة في الرأس، وإلقاء جثته في البحر. من جهتها ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن باكستان تواجه الان مرحلة صعبة إذ عليها الاجابة على اسئلة صعبة من قبل الادارة الاميركية عن كيفية اختباء زعيم تنظيم القاعدة اسامه بن لادن كل هذه المدة في اراضيها وفي منطقة مراقبة امنيا بشدة وتحوي العديد من المنشآت العسكرية المهمة في باكستان. ونسبت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الالكترونى الثلاثاء - إلى مسؤول مكافحة الارهاب في الادارة الاميركية جون برنان تأكيده أن تمتع بن لادن بنوع من الحماية في باكستان أمر شبه مؤكد فمن غير المرجح الا يتمتع بنوع من نظام حماية وفرتها جهات باكستانية. وأشارت إلى أنه رغم الترحيب الاميركي بتعاون باكستان مع الولاياتالمتحدة في مجال محاربة الارهاب لكن هناك شكوكا قوية حول مدى هذا التعاون. ونوهت بأن أحد أعضاء الكونغرس قال إن على المخابرات والجيش في باكستان الاجابة على العديد من الاسئلة اذ لا يعقل الا تكون لديهم معلومات عن تواجد بن لادن في "ابوت آباد" ومدة وجوده هناك اذ من الواضح ان المنزل الذي قتل فيه بن لادن بني خصيصا له في هذا المكان بسبب قربه من مواقع الجيش الباكستاني. وأضافت "الغارديان" أن الادارة الاميركية سوف تضغط على اسلام آباد الان من اجل تسليم زعيم حركة طالبان الافغانية الملا عمر و ايمن الظواهري نائب بن لادن لو تأكد وجودهما هناك. ويثير المكان الذي قتل فيه أسامة بن لادن تساؤلات كثيرة لغياب الحس الأمني عنه وهو ما اشتهرت به شخصية أسامة بن لادن والمحيطون به، ليس فقط منذ أحداث سبتمبر/أيلول 2001 وإنما منذ خصصت له المخابرات المركزية الأمريكية في يناير/كانون الثاني 1996 وحدة تتعقبه، وهي المرة الأولى في تاريخ الوكالة التي تؤسس وحدة تركز على شخص بعينه. ميدل ايست أونلاين