قاطعتهم شركة الكهرباء ورفضت سكنهم البلدية، فعاشوا في الظلام وقاسوا حرارة الصيف وبرد الشتاء. والأقسى من ذلك تخلي الجميع عنهم. هذا الوضع هو ما يعانيه المسن علي وأسرته منذ عامين. ويعيش علي وزوجته اللذان تجاوز عمرهما ال80 عاماً وأبناؤهم الستة في منزل من دورين في وادي جازان شرق منطقة جازان، ولكنه منزل يفتقر إلى خدمة الكهرباء. ويقول علي البالغ من العمر (87) عاماً: «طرقت أنا وولدي جميع الجهات ذات العلاقة في محاولة لإيصال التيار الكهربائي إلى منزلي من دون فائدة، ما جعلنا نعيش في حرارة الأجواء والغبار والظلام الدامس»، موضحاً بأن الجهات الرسمية ترفض إدخال الخدمة الكهربائية إلى المنزل بحجة عدم وجود صك على الأرض. ويستطرد: «هذه الأرض ورثتها عن والدي رحمه الله، وهي لنا منذ نحو مئة عام»، مضيفاً: «ذهب ولدي إلى قاضي محكمة وادي جازان وشرح له الموضوع وأخبره ما نعيشه من ظروف سيئة، فتعاطف القاضي مع وضعنا نظراً لتقدمي وزوجتي في العمر ومعاناتها من أمراض مزمنة تتضاعف بحرارة الأجواء والغبار، إلا أنه أكد بأنه لا يستطيع فسح الأرض لأنه بذلك سيتيح للآخرين فسح أراضيهم، ووجهنا بتقديم خطاب إلى المسؤولين في شركة الكهرباء أو البلدية او إمارة المنطقة للنظر في موضوعنا». وتقول المسنة حليمة التي تبلغ من العمر 85 عاماً: «أعاني من أمراض تزيد خطورتها مع ارتفاع درجة الحرارة وكثرة الغبار، ومع ذلك لم تلتفت الجهات الحكومية لوضعي». وأوضح بأن المنزل الذي يعيشون فيه كلفهم أكثر من 300 ألف ريال ومن غير المقبول أن تذهب هذه المبالغ بلا فائدة. وتتابع: «حاولنا إيجاد مخارج عدة وحاولنا شراء مولد كهربائي على حسابنا الخاص، إلا أنه لم يتسن لنا تأمين قيمة المولد، فقيمته تتجاوز 50 ألف ريال في حين أن راتب زوجي التقاعدي لا يزيد عن ثلاثة آلاف ريال. وتنتظر أسرة علي موقفاً إنسانياً الجهات المعنية: «نعلم أن الأنظمة تطبق على الجميع، ولكن هناك حالات ينبغي النظر إليها بعين العطف ومن جانب إنساني، خصوصاً إذا كان ذلك لأسرة تعيش وضعاً مادياً سيئاً كما هو وضعنا، ولذا نناشد كبار المسؤولين وولاة الأمر التدخل لإيجاد حل لوضعنا وإيصال التيار الكهربائي إلى منزلنا، فليس من المعقول أن نحرم الكهرباء بينما يتمتع بها جيراننا».