ودي اختار هذا اللون بس وش بيقولون الناس ... هالبيت جميل ومناسب للميزانية بس مجلسه صغير ما يكفي للضيوف ... ودي اللبس لبس رياضي واطلع أسوي رياضة بس وش بيقولون الناس !! هذا هو حالنا وحال الكثير منا في المجتمع السعودي تقريباً .. وان كانت حمى الاهتمام بكلام الناس تزيد وتنقص في منطقة عن منطقة إلا أنها موجودة وتعتبر أساسية وتأخذ بالاعتبار في جميع تصرفاتنا وقراراتنا الحياتية . عدم الشذوذ عن المجتمع وعاداته هو من صفات المسلمين والجماعة وهي في الحقيقة تخلق نوع من الألفة والتكاتف والترابط ولكن في أمور معينة وليس في جميع الأمور فمثلاً صلة الرحم ومساعدة المحتاجين وحقوق الجار ... الخ من الأمور التي يجب إن نتحلى بها ونقدمها على كثير من الأمور الأخرى , أما أن احرم نفسي وعائلتي من بعض الأمور التي مقتنع بها وتوفر لي الراحة خوفاً من كلام الناس فهذا ما استغربه . بعض الناس يجعل ابنته أو أخته تعيش في عذاب مع رجل يضطهدها ليلاً نهار ويقول لها " يا بنت الحلال تحمليه و إلا تبين الناس تقول بنت فلان تطلقت " وهنا أمر غريب هل كلام الناس أهم من حياة وسعادة ومستقبل هذه المرأة !! وهنالك بعض الناس يبني منزلة الصغير المساحة حسب إمكانياته المادية ، ونجده يهتم بمساحة مجلس استقبال الرجال وكذلك النساء بحيث تأخذ النصيب الأكبر من مساحة البيت ويعيش هو وإفراد عائلته في المساحة الصغيرة المتبقية من البيت رغم أن استقبال الضيوف لا يكون سوى مرة أو مرتين أو تزيد قليلاً في السنة ، وعلى الرغم إنهم أصحاب المنزل الذين يعيشون يومياً به وهم الأحق بالمساحة الأكبر فعلاً !! وفي حالة ثالثة نجد هنالك من يحمل نفسه أعباء مالية أو يحرم أفراد عائلته من أساسيات أو كماليات لأجل أن يشتري " ذبيحة " لشخص أو شخصين سوف يزورنها في منزلة وكل هذا لأجل أن لا يقول الناس أن فلان لم يكرم ضيفاً زاره في منزلة !! تطرقت إلى بعض الحالات التي يجب أن لا نعيرها اهتماماً على حساب أنفسنا وحساب أهلنا وإفراد عائلتنا ولازال هنالك الكثير من الحالات المشابهة ولكن ذكرت الأهم . إذا كان ما نقوم به لا يتعرض مع تعاليم ديننا الحنيف أو سنتنا النبوية أو لا يضر احد من أفراد مجتمعنا يجب أن لا نعير كلام الناس أي اهتمام ، بل نحرص أن نتصرف كما نرغب وكما يناسب تفكيرنا وظروفنا سواء الاجتماعية أو المادية , فمن يعيش تفاصيل الحياة هو نحن وليس الناس .