تعرّض الشاب السعودي الذي احتجزته السلطات الألمانية في مطار فرانكفورت الثلاثاء الماضي، إلى صدمة عصبية ما زال يعاني تبعاتها على الرغم من الإفراج عنه ومغادرته وأسرته لألمانيا ووصولهم إلى نيويورك. فيما لوّح والده بملاحقة ومقاضاة شركة يونايتد ايرلاينز، للطيران، نتيجة ما حدث، مقدماً شكره للسفارة السعودية والقنصل السعودي الذي حضر للمطار وتابع القضية حتى أُفرج عن الابن. والد الشاب حكى في اتصال هاتفي مع "سبق" تفاصيل ما حدث وما تعرضت له أسرته من معاناة دون أي مبرر، مشيراً إلى أن الرحلة أُقلعت من مطار الرياض فجر الثلاثاء على الخطوط الألمانية، وفي مطار فرانكفورت تم نقل الركاب لطائرة يونايتد ايرلاينز، مشيراً إلى أنه ومنذ ركوب الطائرة تعرّضت زوجته وابنتها للمضايقة من مضيفتين، وبعدها بدقائق تم احتجاز الابن البالغ من العمر 18 عاماً بشكلٍ مفاجئ فيما أحاطت الجهات الأمنية بالطائرة. وقال "ابني نُقل من المطار للجهات الأمنية في المدينة واُحتجز لنحو 6 ساعات متواصلة بينها ساعة ونصف في سجن انفرادي كما تمت تعريته بالكامل خلال التفتيش، ونحن جلسنا على الأرض فيما اتجهت إحدى المضيفات وعدد من الركاب إلى تصوير العائلة بأجهزة الجوال فاعترضنا على ما يجري". وأضاف "أرعبونا وأرعبوا والدة الشاب وشقيقاته، حيث لم نشاهده طوال 6 ساعات مكثناها في المطار". وأوضح والد الشاب أن السفير السعودي أجرى به اتصالاً فيما حضر للموقع القنصل السعودي كما باشر مندوب من الشرطة الأمريكية عمليات التحقيق مع ابنه من قِبل السلطات الألمانية، قبل أن يفرج عنه بعد أكثر من 6 ساعات، حيث اتضح أنه لا يوجد أي مبرر لاحتجازه". وكشف والد الشاب أن التهمة كانت أن الشاب دخل دورة المياه وقام بتغيير ملابسة وارتداء حزام ناسف، على الرغم من أنه لم يدخل دورة المياه من الأصل، فيما اتضح كذب هذه التهمة خلال التحقيقات والتفتيش. وبيّن والد الشاب أنه وأسرته غادروا بعد ذلك في رحلة أخرى إلى واشنطن ومنها إلى نيويورك وجهتهم الأساسية، مؤكداً أن ابنه بات يعاني تأثير ما حدث، حيث يرفض الخروج للشارع ويفيق من نومه فجأة وهو يصارخ ما استدعى عرضه على طبيب نفسي". وأوضح والد الشاب أن أمتعتهم والتي تحتوي على مستلزماتهم وملابسهم لم تصل حتى الآن، حيث اضطروا إلى شراء ملابس أخرى في انتظار وصول الأمتعة. وقال "ابني أنهى السنة التحضيرية في إحدى جامعات الرياض، والهدف من الرحلة كان تعرفه على بيئة أمريكا لإمكانية إكمال دراسته في إحدى الجامعات لتعذر حصوله على التخصص الذي يرغبه في جامعات المملكة، ولكن ما حدث قد يلغي كل شيء، حيث بات الابن يرفض النزول للشارع نتيجة ما تعرّض له". والد الشاب قال "أشكر سفارة المملكة والقنصل السعودي على جهودهم واهتمامهم وأشكر كل من تعاطف معنا، كما أننا نسامح في هذا الشهر الكريم كل من تحدث عنا دون أن يدري، فنحن قضينا أيام الشهر الكريم في بلادنا كما أدينا صلاة القيام والتهجد ليلة الخامس والعشرين قبل المغادرة، ولا أحد يعلم من يوافق ليلة القدر، كما أن سفرنا شأن خاص لا أحد له علاقة به". وأضاف قائلاً "اطمئن المهتمين والمتعاطفين بأننا لن نترك حقنا يضيع وأتعهد بملاحقة شركة الطيران قضائياً، وخلال ثلاث سنوات مقبلة إما أن نأخذ حقوقنا منها أو تعلن إفلاسها، نحن لا نرضى لأحد أن يتعدى علينا". يُشار إلى أن "سبق" نشرت تفاصيل القضية خلال اليومين الماضيين.