شنّ الشيخ الدكتور عائض القرني، هجوماً على القنوات الفضائية التي جعلت من شهر رمضان المبارك موسماً للمسلسلات والمسابقات، مشيراً إلى أنها تشارك في مسخ هوية الأمة الإسلامية، وتعمل على تضييعها، وإلهاء الجيل واللعب على الناس، بدلاً من أن تكون وسائل خير، ووسائل رشد وتعليم للناس وشرح للقرآن. جاء ذلك في الحلقة 23 من برنامجه الرمضاني "مع الرسول في رمضان"، الذي ترعاه "سبق" إلكترونياً، وتعرضه قناته الخاصة "رقيم" على موقع "اليوتيوب"، حيث قال القرني: "يقول عليه الصلاة والسلام: للصائم دعوة لا ترد، ونحن في شهر الصيام اقبلوا هذه البشرى، يقول لك أيها الصائم، أي وأنت صائم قبل "أن" تفطر، لك دعوة لا ترد، الله ضمن لك أنك إذا دعوت وأنت صائم بغير ما تدعو طبعاً بإثم أو قطيعة رحم، أن يقبل دعوتك، أن يجيبك، وأنت بأي دعوة تدعوها إما أن يعجل الله لك إجابة هذه الدعوة، أو يصرف عنك من السوء بمثلها، أو يدّخر لك من الثواب في الآخرة بقدرها". وأضاف: "للصائم دعوة لا ترد قبل الإفطار، أحسن الدعاء للصائم قبل الإفطار، والدعاء هو مخ العبادة، وهو العبادة، وكلما أكثر الإنسان من الدعاء كان أقرب للواحد الأحد، الله يحب أن تدعوه ويحب أن تلح عليه، والله لا يتعاظمه شيء، اسأل ما شئت من مسائل الدنيا والآخرة، وعليك بجوامع الدعاء، "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"". وتابع الشيخ: "احذر أن يأتي الإفطار وأنت ما دعوت الله؛ لأنه من المكاسب العظيمة التي قد لا تتكرر، ولكن للأسف بعض الناس ينام النهار كله، وهذا خطأ، وخصوصاً عند الشباب، يا إخوتي لا يصلح أن تحول الليل إلى نهار، والنهار إلى ليل، هذا خطأ، ينام من الفجر إلى المغرب، طيب أين لذة الصيام؟ أين انكسار النفس؟ أين الدعاء؟ أين صلاة الجماعة؟ أين تلاوة القرآن؟ أين استشعار أنك صائم؟ ثم يحوّل الليل إلى نهار فتجده على المسلسلات ومتابعة الفوازير ومتابعة المسابقات اللاهية، أهذا المقصود من الصيام؟!". وقال: "لماذا الآن الكثير من القنوات جعلت من رمضان موسماً للمسلسلات ودغدغة المشاعر وتضييع الأمة، وإلهاء الجيل واللعب على الناس؟ لماذا بدل ما تكون وسائل خير ووسائل رشد وتعليم للناس وشرح للقرآن وتفسير للسنة وتحبيب الناس في العمل الصالح والأخلاق الجميلة؟". وأضاف قائلاً: "كيف تتحوّل هذه القنوات إلى أنها تشارك في مسخ هوية الأمة وتغيير شخصيتها؟! هل معقول أن هذه القنوات التي يفترض أن تكون منابر خير لأنها في أمة إسلامية والقائمون عليها يُساءلون يوم القيامة؟ مسلمون كيف يحولون الوقت إلى ضياع؟!"